عالمي

اجتماع افتراضي حضره علماء العالم الاسلامي لتبيين محاور نداء قائد الثورة بشأن الحج

أجرت قناة العالم اجتماعا افتراضيا بحضور شخصيات من العالم الاسلامي لإلقاء الضوء علی محاور نداء قائد الثورة بشأن الحج، وقد شارك في الاجتماع كل من فضيلة الشيخ عيسی قاسم والشيخ حسين معتوق والشیخ عباس الکعبي وسماحة السيد هاشم الحيدري و الشیخ ماهر حمود؛ وفيما يلي ما جری ذکره في الاجتماع.

العالم- ایران

قال الشیخ عیسی قاسم:

أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الغويّ الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا النبي الكريم وآله الطيبين الطاهرين، السلام عليكم أيها الأخوة المؤمنون ورحمة الله وبركاته. من وحي نداء ولي أمر المسلمين سماحة السيد علي الخامنئي حفظه الله وأمدّ في عمره الشريف، بمناسبة موسم الحج لهذا العام؛ إن لكل عبادة من العبادات الإسلامية موقعها الخاص وتأثيرها التوحيدي، الفكري والروحي والاجتماعي والسياسي والتربوي العام الذي تكتمل به الغاية الكبرى للنظام العبادي المتكامل الذي اعتمده الإسلام للصناعة الإلهية للإنسان، بحيث لا يُستغنى عن أي عبادة من هذه العبادات في هذا النظام المتكامل. وفي الظروف الاستثنائية التي قد تؤثر على حجم العبادة وأجوائها وشرائط كمالها، تقع الخسارة وقد لا يمكن أن يستعاض عنها، ولكن يُطلب التدارك بما يمكن [ما انفتح] إلى ذلك من سبيل، ولذلك يجب أن تبقى قلوب الأمة منشدة في هذا الموسم من الحج كل الإنشداد، متأدّبة في أيامه في كل شبر من الأرض وُجد الإنسان المسلم بآدابه، غير مفارقة لذكر الله، متمحورة كل التمحور حول توحيده، متبرّئة كل التبرّؤ، متطهّرة كل التطهر من محور الشرك والطاغوتية والفرعونية والاستكبار، جادة كل الجد في مناصرة العدل ومحاربة الظلم، مستشعرة مسؤوليتها الكبرى في حماية الدين والمؤمنين، وإحياء الحق وإماتة الباطل، وتثبيت الحاكمية لله في أوضاع النفس وأوضاع الخالق في كل إطار من أطر النفس، وفي كل إطار من أطر الخالق، والقضاء على حاكمية الشيطان. تكون المحاولة ونحن في أي مكان، كما ونحن في الحرم ومكة وقرب الكعبة، وفي عرفات والمشهد الحرام، أن يكون قيامنا وقعودنا وحركتنا وسكوننا، كل ذلك عن روح عبادية وتوجه عبادي وانقطاع لله وولاء له، وبراءة من أعدائه، بقلوب شغلها الشاغل رضاه، وفي ذكر من ذكره العظيم. علينا أن نبقى ونحن في أي مكان حجاجاً بقلوبنا، حج الموحدين الحقيقيين العاملين بما يريد الله عز وجل، لا بما يريد أحد من خلقه، وإذا لم توحدنا مناسك الحج الموحدة، التي توحد الحجاج، لتعطي صورة لتوحد الفكر والقلوب على تقوى الله، والائتمار بأمره والالتزام بنهيه، والانتظام تحت راية دينه، فلنجاهد قلوبنا على التوحيد في سبيله باطناً وظاهراً في كل ما نستطيع، ونحارب في أنفسنا كل ما فيه عدول بهذه النفوس إلى الافتراق عن الحق. إن الحج يأتي كل عام، في مدرسته الكبرى، وعطاءاته العظيمة، ليدفع بالأمة الإسلامية عامة، من حضر موسم الحج ومن لم يحضره، على طريق التوحيد بقوة، ويزيد من قدرتها الإيمانية بدينها وثقتها بقيمتها العليا، حتى لا تصاب بوهن في مواجهة قوى الكفر والطغيان والهيمنة الاستكبارية الظالمة في الأرض، وتكون لها الغلبة على أذناب الشيطان، من مستكبري العالم كبارهم وصغارهم، ومن خارج العالم الإسلامي وداخله، ولإخراس قوى الكفر والشرك والنفاق. والحج في هذا العام الخاص بظروفه، وفي أي عام، لا تخليّ له عن شيء من وظائفه، ولا تسقط مسؤولية المسلم عن أداء وظائف الإسلام في أي ظرف من الظروف ما أمكن، والسعي حثيثاً وراء تحقيق أهدافه. كل القضايا الحساسة المؤثرة على سلامة الإسلام ومصلحة المسلمين والصراع حولها، يحتم علينا الإسلام والحج وكل فريضة من فرائض الله عز وجل ألا تغيب عنا لحظة من اللحظات أو أن تكون من الأمور الثانوية في حياتنا. علينا أن نشعر شعوراً قوياً دائماً غير مفارق، بأن معركتنا المصيرية هي المعركة بين التوحيد والشرك في الأرض، بين العدل والظلم، الحق والباطل، وأننا الجبهة التي عليها ألا تطلب الراحة ولو قليلاً، قبل تحقيق النصر لما أمر الله أن يُنتصر له، ويُهزم الباطل الذي أوجد أن يُهزم. إن المعركة القائمة اليوم بين قوى المقاومة والاحتلال الصهيوني الإسرائيلي والمحور المتشكل لمساندته، في عدوانه واستهدافه لأمتنا، لَيمثل امتحاناً صعباً للأمة وتحدياً هائلاً لا يواجه إلا بالنفير العام، واجتماع كل الإمكانات حتى تنكسر إرادة العدوان، ويرتدّ خاسئاً مدحوراً. وإذا جئنا لخطاب سماحة السيد علي الخامنئي ولي أمر المسلمين [حفظه الله] بمناسبة موسم الحج لعام 1442 هـ، وجدناه خطاب الإيمان الصلب بالإسلام، والتمسك الشديد بحبله المتين، وبصيرة الدين والدنيا، ووعي واقع الانقسام الذي تعيشه الأمة من ضعف الاستسلام الذي وقع فيه بعض من أنظمتها الرسمية، وقوة المقاومة المستبسلة في سبيل الله الذي تتصف به قوى المعارضة المتنامية في مختلف أبعادها الإيجابية بما يعطي اطمئناناً بنصر الأمة القريب إن شاء الله. إن معارضة الباطل والمقاومة للظلم التي إذا تحركت لا تتوقف إلا مع الانتصار. إنه خطاب الواجب الثقيل، خطابه حفظه الله، خطاب الواجب الثقيل والمسؤولية الضخمة التي تتحملها الأمة في القيام بالتكليف الإلهي تجاه دينها العظيم ورسالتها الإسلامية المقدسة، وخطاب المستقبل المشرق الذي ينتظر هذه الأمة، إذا ما استقامت على طريق الدفاع المقدس والمقاومة الإسلامية الجادة في سبيل الله. نعم، هو خطاب لاهب، وفي نفس الوقت واعٍ وبصير، هو خطاب مؤكد على المقاومة، مقدّس لها مستلهم من الإسلام ربْط الإسلام الأكيد بين توحيد الله عز وجل في عبادته وجهاده من جهة، وبين تطهير الأرض من كل رجس وظلم وعدوانية وطاغوتية واستكبار. وإن هذا الخطاب ومثله في ظل وعي المقاومة، ليجد ملايين القلوب التي تتفاعل معه وتذوب فيه، وليس هو الخطاب الذي يمثل صرخة في واد. خطاب الحق اليوم، خطاب العودة إلى الإسلام، خطاب التحرك من أجل الانتصار، خطاب يجتذب قلوب الملايين من الأمة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الأنام المصطفى أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، لا سيما بقية الله في الأرضين. أتقدم في بداية الكلام بأحر التبريكات والتهاني بمناسبة يوم عرفة وعيد الأضحى المبارك، أتقدم بأحر التبريكات لأبناء أمتنا الإسلامية وقائدنا المفدى قائد الأمة الإمام الخامنئي دام ظله الوارف، سائلاً العلي القدير أن يكشف هذه الغمة عن هذه الأمة، بفرج مولانا صاحب الأمر والزمان (عج). ويطيب لي أن ألتقي بالإخوة الكرام والأخوات الكريمات، والعلماء الأعلام والحضور والأحبة والأعزاء، في هذا النادي؛ نادي الإمام الخامنئي دام ظله، وفي هذه الندوة تحت عنوان “رمي الشيطان الأكبر”، وأشكر الأخوة المنظمين لهذه الندوة، استفدنا بدورنا من كلمات العلماء الأعلام أيدهم الله وبارك فيهم. الحج عبادة متميزة وشعيرة مقدسة ذات أهمية كبرى ودلالات في مجالات عدة عبادية وتربوية واقتصادية وثقافية واجتماعية وسياسية وأمنية أيضاً، خلاصتها “منافع للناس”، كما يقول الله تبارك وتعالى ” وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ. لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُم..”، وهذه الآية طبعاً صريحة في اشتمال الحج على منافع للناس، ولا بد أن هذه المنافع والفوائد تتجسد في حياتنا المعاصرة، في حياة الحجاج وغير الحجاج، وحياة الأمة للنهوض بالأمة، وللقيام لله تبارك وتعالى، وللتغيير الشامل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، والقضاء على التخلف، والتطوير وبناء الأمة في جميع المجالات. إذا نظرنا بشكل خلاصة إلى الأحاديث الشريفة الواردة في فلسفة الحج، مثلاً أمير المؤمنين (ع) في جملة ما أوصى به، في بيان أهمية الحج، وأنه رمز لبقاء الإسلام وعزة الأمة، يقول عليه السلام “الله الله في بيت ربكم فلا يخلو منكم ما بقيتم”. ومع الأسف، حُرمنا من حج بيت الله الحرام في هذين العامين بمناسبة جائحة كورونا، يقول أمير المؤمنين “فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا”، أي أن البلاء الإلهي سيشملكم، وأدنى ما يرجع به من أمّ الحج أن يغفر له ما سلف، وطبعاً في روايات أخرى، أيضاً بالنسبة للحج، الحج تقوية للدين وسبب لتقارب الأمة الإسلامية وتماسكها ووحدتها ورص صفوفها، كما يُعرف من خلال الأحاديث، وكذلك في خطبة السيدة فاطمة الزهراء “الحج تشييداً للدين”، وفي كلمات الأئمة (ع) يطول المجال عما نتحدث، مما نشعر أن الحدث ونستفاد أنه ليس عملاً عبادياً فحسب، بل يعد من أكبر الشعائر الإلهية التي أنعم الله بها على الأمة الإسلامية، دون سائر الأمم، وهو بحكم الجهاد بالنسبة إلى الضعفاء من المسلمين. ويقول أمير المؤمنين “الحج جهاد كل ضعيف”، والجهاد يتكون من أربعة عناصر: العنصر الأول إنتاج القوة، على كل مسلم في عام الحج أن يسعى لتحويل الضعف إلى قوة في جميع المجالات، ولتحويل التهديد إلى فرصة في جميع المجالات. والعنصر الثاني للجهاد أن يكون في سبيل الله، وسبيل الله في زماننا يتمثل بالتوجه إلى القضايا الكبرى الإسلامية، وعلى رأسها القضية المركزية الكبرى للأمة فلسطين، وتحرير القدس، والتخطيط الاستراتيجي لزوال “إسرائيل” من الوجود برمي الشيطان الأكبر وأمريكا المستكبرة، ومن خلال ذلك نأتي إلى العنصر الثالث وهو عنصر قهر العدو، وضرب العدو، وفي الواقع بالتنكيل بأعداء الأمة. العنصر الرابع أن يكون الجهاد تحت هداية القائد الكفوء الشرعي، وفي زماننا هذه القيادة الفاعلة القوية الميدانية للأمة تتمثل بقيادة القائد المعظم وولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي المفدى، من أجل تحقيق الانتصارات الكبرى، ومواجهة الأعداء والنهوض والقيام لله. إذاً، الحج مظهر قوة الإسلام وعزة الأمة الإسلامية، ورمز لوحدتها وإعادة بنائها وحلحلة مشاكلها والنهوض والقضاء على المشاكل العالقة بين أبناء الأمة، والتوجه إلى القضايا الأساسية الكبرى ومواجهة أعداء الأمة وعلى رأسها الشيطان الأكبر أمريكا وأذنابه وعملائه في المنطقة، الذين يحجّون نحو أمريكا لا نحو بيت الله الحرام، إن قبلة هؤلاء العملاء هي أمريكا، و”إسرائيل” في التطبيع كما هو واضح. أيضاً من دلالات الحج التوجه إلى القضية المركزية للأمة كما قلنا، القضية المركزية وهي قضية فلسطين. كل من يساعد على تأجيج الفرقة والاختلاف فهو شريك في مؤامرة الأعداء، وفي العواقب المعنوية لهذا الذنب الكبير. من خلال الحج علينا مواجهة التعصب القومي والطائفي والمذهبي الساعي لتعزيز قوة المسلمين والبراءة من المشركين. ينبغي أن نستفيد من فرصة الحج لتوعية الأمة واستنهاضها، وتوطيد أواصر الأخوة والمحبة والتعاون، وإحباط المؤامرات والخطط التي تحاك ضد أبناء الأمة. إن الحج وسيلة للقضاء على الهيمنة وألوان التحكم الظالم في مصير الشعوب والدول الإسلامية. الحج فرصة سانحة للخلاص من ربقة الاستكبار وكسر قيوده التي يحاول بها أسر الشعوب المسلمة. وبكلمة مختصرة الحج سبب لتقوية الدين وعزة المسلمين وكرامة أبناء الأمة. طبعاً إذا رجعنا إلى كلمة القائد المعظم، في حج هذا العام، القائد يؤكد على محاور واضحة وفي تعبيره بيت القصيد للجمهورية الإسلامية، أولاً المقاومة، والتأصيل بالمقاومة الإسلامية، وعناصر المقاومة الإسلامية، ومقاومة الشيطان الأكبر، خاصة مواجهة الشيطان الأكبر في حرب ناعمة، وصناعة القوة الناعمة في مواجهة هذه الحرب الناعمة، سواء أكانت الحرب تتعلق بالحظر الاقتصادي للأمة، أو في الغزو الثقافي، أو في تغيير محاسبات الأمة، وباقي الأمور، ومحاولة زرع روح الإحباط واليأس والتشاؤم بين أبناء الأمة. لمواجهة هذه الحرب الناعمة، ينبغي التركيز على عناصر الأمل بالانتصارات الكبرى في مواجهة الشيطان الأكبر، هذه الانتصارات التي تحققت وتحدث عنها القائد المعظم، نحن نعيش عصر الانتصارات الكبرى للمقاومة الإسلامية، سواء أكانت في لبنان، أو في سوريا في مواجهة الدواعش، أو في العراق أو في اليمن، وحتى في أفغانستان. إن الشيطان الأكبر في الواقع انهزم ذليلاً خاسئاً، وينبغي أن نتوجه لمؤامرات العدو الأمريكي بعد خروجه من أفغانستان، في قضية زرع الفتن والفرقة بين الإخوة الشيعة والسُنة والطوائف القومية الموجودة هناك. العمل لتعزيز الوحدة الإسلامية النهوض والقيام لله ومواجهة مكائد الأعداء، هذا الأمر ممكن في هذا الزمن، وتحقيق الانتصارات، والتركيز كما قلنا على القضية المركزية والغد المشرق بصناعة الحضارة الإنسانية الرائدة. طبعاً هنا، نحن في الثورة الإسلامية بعد انتخابات رئاسة الجمهورية، ننتقل إلى بناء وتعزيز عناصر الدولة الإسلامية عن طريق السلطة التشريعية الجهادية التي تسعى لتعزيز خطاب المقاومة الإسلامية، والانتصار للشعوب الإسلامية من خلال رئاسة رئيس الجمهورية المنتخب آية الله السيد رئيسي، كما تعلمون الأعداء سعوا بكل ما لديهم من إمكانيات لتتحول الانتخابات الرئاسية إلى شكل آخر، وأن يقاطع الشعب الإيراني الانتخابات مثلاً، لكن خابت آمالهم وسنبدأ بعد أسبوعين عصراً جديداً لتعزيز عناصر المقاومة التي جاءت اليوم في خطاب القائد المعظم، لحجاج بيت الله الحرام وللأمة الإسلامية. وإذا أردت أن أختزل الكلمة، أولاً التركيز على المقاومة في مواجهة العدو والشيطان الأكبر أمريكا، وهذه المقاومة مقاومة شاملة، في جميع الميادين، مقاومة اقتصادية، مقاومة ثقافية، مقاومة اجتماعية، مقاومة أخلاقية، مقاومة أُسرية من خلال التركيز على نمط الحياة الإسلامية الرائدة في عوائلنا وأُسرنا، والمقاومة في مواجهة روح الإحباط واليأس الذي يحاول أن يزرعه العدو، مقاومة في مواجهة الفوضى والخلاف، هذه المقاومة الشاملة. العنصر الثاني في خطاب القائد المعظم التأكيد على الوحدة الإسلامية والنهوض والاستنهاض والصحوة الإسلامية في مواجهة الأنظمة الطاغوتية وفي مواجهة التطبيع، طبعاً الذي يدعو إليه الكيان الصهيوني في المنطقة. ينبغي أن يكون الصوت عالي جداً، في مواجهة التطبيع وتحريم التطبيع. والعنصر الثالث المهم هو عنصر قوة الأمة الإسلامية، وهي القيادة الصالحة المتمثلة بقيادة الإمام الخامنئي كما في حديث الإمام الرضا (ع) “إن الإمامة أسُّ الإسلام النامي، وفرعه السامي”. إذا أردنا أن تنمو الأمة الإسلامية، وإذا أردنا أن تكون الأمة الإسلامية أمة قوية ينبغي أن تلتف الأمة حول القائد الصالح الكفوء الفاعل الذي يسعى لتحويل الأمة الإسلامية من حالة الضعف إلى القوة، وهذه القيادة التي بدأت في عصر الإمام الخميني رضوان الله عليه، واستمرت في قيادة الإمام الخامنئي حفظه الله تعالى. تحية للقائد الشهيد الحاج قاسم سليماني وللقائد الشهيد أبو مهدي المهندس، وإلى جميع المجاهدين الصامدين في مواجهة العدو وفي مواجهة الشيطان الأكبر، وفي مواجهة الكيان الصهيوني، تحية إلى أبطال فلسطين. ونسأل الله تبارك وتعالى أن نعيش عصر الانتصارات الكبرى لأبناء الأمة بإذن الله تبارك وتعالى، وأن نشاهد كرامة الأمة من خلال دولة كريمة بفرج مهدي هذه الأمة. والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

إنني أيضاً في الكلمة الختامية أشكر الإخوة والأخوات الحاضرين في هذه الندوة، والعلماء استفدنا من كلماتهم جميعاً، والكلمة الختامية أيضاً للشيخ المجاهد المقاوم الكبير الشيخ ماهر حمود حفظه الله ورعاه. مما أريد أن أؤكده في هذه الكلمة أن كل واحد من أبناء الأمة ينبغي أن يعمل بالتكليف، في خط الإمام الراحل وخط القائد المعظم، أن يعرفوا ميدان تكليفهم، بما يتناسب مع قوتهم، بما يتناسب مع إمكانياتهم، لتعزيز قوة الأمة، وتطبيق الخطة المتكاملة للقائد المعظم الخامنئي حفظه الله للنهوض بالأمة، هذا شيء مهم، أولاً بالاعتماد على أبناء الأمة، واحترام وتكريم أبناء الأمة، وعدم اليأس في تعبئة طاقات الأمة، الثقة بالأمة، حب الأمة، بالإضافة إلى حب الإمام والقائد، ولملمة الدروس والتجارب، والارتباط والالتحام بأبناء الأمة وبالناس، والتركيز على توحيد كلمة أبناء المجتمع الإسلامي ومعالجة الظواهر السلبية بين العاملين هذا أمر مهم جداً، معالجة الظواهر السلبية، الظواهر السلبية مثل ظاهرة التعب اليأس الإحباط، ظاهرة الإسراف، وظاهرة إشاعة السلبيات، والتهجم على العاملين من أبناء الأمة، ظاهرة ربما التسيب التنظيمي إذا صح التعبير، يقول أمير المؤمنين “أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم”. فقدان الروح الثورية أحياناً، والتحفظ. العمل الثقافي والاجتماعي هو عمل مهم بالواقع، عدم التوجه إلى الطموحات الشخصية والمنافع الشخصية، والذوبان في سبيل نصرة الإسلام ونصرة الأمة والعمل [جاهدين] على تطبيق القرارات القيادية التي تُلقى على أبناء الأمة، هذا شيء مهم، التطبيق أهم من الكلام، وعلى أي حال الابتعاد عن ظاهرة التذمر، والابتعاد عن ظاهرة فقدان روح المبادرة، ظاهرة الافراط والتفريط، وبالنهاية ظاهرة التسيب الأمني، حفظ الأمن والأسرار أيضاً مهم في هذا العصر. بارك الله بكم ونسأل الله التوفيق، وأستميحكم عذراً على الإطالة، وعلى التقصير في الكلام، ونسأل الله أن يطيل في عمر قائدنا المعظم المفدى الإمام الخامنئي وأن ينصر الأمة، ويعجل في فرج مهدي هذه الأمة. سلامنا وتحياتنا إلى المجاهدين العظام في هذا العصر أيضاً وعلى رأسهم المجاهد الأكبر الأخ السيد حسن نصرالله حفظه الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

و قال الشیخ عباس الکعبي:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الأنام المصطفى أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، لا سيما بقية الله في الأرضين. أتقدم في بداية الكلام بأحر التبريكات والتهاني بمناسبة يوم عرفة وعيد الأضحى المبارك، أتقدم بأحر التبريكات لأبناء أمتنا الإسلامية وقائدنا المفدى قائد الأمة الإمام الخامنئي دام ظله الوارف، سائلاً العلي القدير أن يكشف هذه الغمة عن هذه الأمة، بفرج مولانا صاحب الأمر والزمان (عج). ويطيب لي أن ألتقي بالإخوة الكرام والأخوات الكريمات، والعلماء الأعلام والحضور والأحبة والأعزاء، في هذا النادي؛ نادي الإمام الخامنئي دام ظله، وفي هذه الندوة تحت عنوان “رمي الشيطان الأكبر”، وأشكر الأخوة المنظمين لهذه الندوة، استفدنا بدورنا من كلمات العلماء الأعلام أيدهم الله وبارك فيهم. الحج عبادة متميزة وشعيرة مقدسة ذات أهمية كبرى ودلالات في مجالات عدة عبادية وتربوية واقتصادية وثقافية واجتماعية وسياسية وأمنية أيضاً، خلاصتها “منافع للناس”، كما يقول الله تبارك وتعالى ” وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ. لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُم..”، وهذه الآية طبعاً صريحة في اشتمال الحج على منافع للناس، ولا بد أن هذه المنافع والفوائد تتجسد في حياتنا المعاصرة، في حياة الحجاج وغير الحجاج، وحياة الأمة للنهوض بالأمة، وللقيام لله تبارك وتعالى، وللتغيير الشامل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، والقضاء على التخلف، والتطوير وبناء الأمة في جميع المجالات. إذا نظرنا بشكل خلاصة إلى الأحاديث الشريفة الواردة في فلسفة الحج، مثلاً أمير المؤمنين (ع) في جملة ما أوصى به، في بيان أهمية الحج، وأنه رمز لبقاء الإسلام وعزة الأمة، يقول عليه السلام “الله الله في بيت ربكم فلا يخلو منكم ما بقيتم”. ومع الأسف، حُرمنا من حج بيت الله الحرام في هذين العامين بمناسبة جائحة كورونا، يقول أمير المؤمنين “فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا”، أي أن البلاء الإلهي سيشملكم، وأدنى ما يرجع به من أمّ الحج أن يغفر له ما سلف، وطبعاً في روايات أخرى، أيضاً بالنسبة للحج، الحج تقوية للدين وسبب لتقارب الأمة الإسلامية وتماسكها ووحدتها ورص صفوفها، كما يُعرف من خلال الأحاديث، وكذلك في خطبة السيدة فاطمة الزهراء “الحج تشييداً للدين”، وفي كلمات الأئمة (ع) يطول المجال عما نتحدث، مما نشعر أن الحدث ونستفاد أنه ليس عملاً عبادياً فحسب، بل يعد من أكبر الشعائر الإلهية التي أنعم الله بها على الأمة الإسلامية، دون سائر الأمم، وهو بحكم الجهاد بالنسبة إلى الضعفاء من المسلمين. ويقول أمير المؤمنين “الحج جهاد كل ضعيف”، والجهاد يتكون من أربعة عناصر: العنصر الأول إنتاج القوة، على كل مسلم في عام الحج أن يسعى لتحويل الضعف إلى قوة في جميع المجالات، ولتحويل التهديد إلى فرصة في جميع المجالات. والعنصر الثاني للجهاد أن يكون في سبيل الله، وسبيل الله في زماننا يتمثل بالتوجه إلى القضايا الكبرى الإسلامية، وعلى رأسها القضية المركزية الكبرى للأمة فلسطين، وتحرير القدس، والتخطيط الاستراتيجي لزوال “إسرائيل” من الوجود برمي الشيطان الأكبر وأمريكا المستكبرة، ومن خلال ذلك نأتي إلى العنصر الثالث وهو عنصر قهر العدو، وضرب العدو، وفي الواقع بالتنكيل بأعداء الأمة. العنصر الرابع أن يكون الجهاد تحت هداية القائد الكفوء الشرعي، وفي زماننا هذه القيادة الفاعلة القوية الميدانية للأمة تتمثل بقيادة القائد المعظم وولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي المفدى، من أجل تحقيق الانتصارات الكبرى، ومواجهة الأعداء والنهوض والقيام لله. إذاً، الحج مظهر قوة الإسلام وعزة الأمة الإسلامية، ورمز لوحدتها وإعادة بنائها وحلحلة مشاكلها والنهوض والقضاء على المشاكل العالقة بين أبناء الأمة، والتوجه إلى القضايا الأساسية الكبرى ومواجهة أعداء الأمة وعلى رأسها الشيطان الأكبر أمريكا وأذنابه وعملائه في المنطقة، الذين يحجّون نحو أمريكا لا نحو بيت الله الحرام، إن قبلة هؤلاء العملاء هي أمريكا، و”إسرائيل” في التطبيع كما هو واضح. أيضاً من دلالات الحج التوجه إلى القضية المركزية للأمة كما قلنا، القضية المركزية وهي قضية فلسطين. كل من يساعد على تأجيج الفرقة والاختلاف فهو شريك في مؤامرة الأعداء، وفي العواقب المعنوية لهذا الذنب الكبير. من خلال الحج علينا مواجهة التعصب القومي والطائفي والمذهبي الساعي لتعزيز قوة المسلمين والبراءة من المشركين. ينبغي أن نستفيد من فرصة الحج لتوعية الأمة واستنهاضها، وتوطيد أواصر الأخوة والمحبة والتعاون، وإحباط المؤامرات والخطط التي تحاك ضد أبناء الأمة. إن الحج وسيلة للقضاء على الهيمنة وألوان التحكم الظالم في مصير الشعوب والدول الإسلامية. الحج فرصة سانحة للخلاص من ربقة الاستكبار وكسر قيوده التي يحاول بها أسر الشعوب المسلمة. وبكلمة مختصرة الحج سبب لتقوية الدين وعزة المسلمين وكرامة أبناء الأمة. طبعاً إذا رجعنا إلى كلمة القائد المعظم، في حج هذا العام، القائد يؤكد على محاور واضحة وفي تعبيره بيت القصيد للجمهورية الإسلامية، أولاً المقاومة، والتأصيل بالمقاومة الإسلامية، وعناصر المقاومة الإسلامية، ومقاومة الشيطان الأكبر، خاصة مواجهة الشيطان الأكبر في حرب ناعمة، وصناعة القوة الناعمة في مواجهة هذه الحرب الناعمة، سواء أكانت الحرب تتعلق بالحظر الاقتصادي للأمة، أو في الغزو الثقافي، أو في تغيير محاسبات الأمة، وباقي الأمور، ومحاولة زرع روح الإحباط واليأس والتشاؤم بين أبناء الأمة. لمواجهة هذه الحرب الناعمة، ينبغي التركيز على عناصر الأمل بالانتصارات الكبرى في مواجهة الشيطان الأكبر، هذه الانتصارات التي تحققت وتحدث عنها القائد المعظم، نحن نعيش عصر الانتصارات الكبرى للمقاومة الإسلامية، سواء أكانت في لبنان، أو في سوريا في مواجهة الدواعش، أو في العراق أو في اليمن، وحتى في أفغانستان. إن الشيطان الأكبر في الواقع انهزم ذليلاً خاسئاً، وينبغي أن نتوجه لمؤامرات العدو الأمريكي بعد خروجه من أفغانستان، في قضية زرع الفتن والفرقة بين الإخوة الشيعة والسُنة والطوائف القومية الموجودة هناك. العمل لتعزيز الوحدة الإسلامية النهوض والقيام لله ومواجهة مكائد الأعداء، هذا الأمر ممكن في هذا الزمن، وتحقيق الانتصارات، والتركيز كما قلنا على القضية المركزية والغد المشرق بصناعة الحضارة الإنسانية الرائدة. طبعاً هنا، نحن في الثورة الإسلامية بعد انتخابات رئاسة الجمهورية، ننتقل إلى بناء وتعزيز عناصر الدولة الإسلامية عن طريق السلطة التشريعية الجهادية التي تسعى لتعزيز خطاب المقاومة الإسلامية، والانتصار للشعوب الإسلامية من خلال رئاسة رئيس الجمهورية المنتخب آية الله السيد رئيسي، كما تعلمون الأعداء سعوا بكل ما لديهم من إمكانيات لتتحول الانتخابات الرئاسية إلى شكل آخر، وأن يقاطع الشعب الإيراني الانتخابات مثلاً، لكن خابت آمالهم وسنبدأ بعد أسبوعين عصراً جديداً لتعزيز عناصر المقاومة التي جاءت اليوم في خطاب القائد المعظم، لحجاج بيت الله الحرام وللأمة الإسلامية. وإذا أردت أن أختزل الكلمة، أولاً التركيز على المقاومة في مواجهة العدو والشيطان الأكبر أمريكا، وهذه المقاومة مقاومة شاملة، في جميع الميادين، مقاومة اقتصادية، مقاومة ثقافية، مقاومة اجتماعية، مقاومة أخلاقية، مقاومة أُسرية من خلال التركيز على نمط الحياة الإسلامية الرائدة في عوائلنا وأُسرنا، والمقاومة في مواجهة روح الإحباط واليأس الذي يحاول أن يزرعه العدو، مقاومة في مواجهة الفوضى والخلاف، هذه المقاومة الشاملة. العنصر الثاني في خطاب القائد المعظم التأكيد على الوحدة الإسلامية والنهوض والاستنهاض والصحوة الإسلامية في مواجهة الأنظمة الطاغوتية وفي مواجهة التطبيع، طبعاً الذي يدعو إليه الكيان الصهيوني في المنطقة. ينبغي أن يكون الصوت عالي جداً، في مواجهة التطبيع وتحريم التطبيع. والعنصر الثالث المهم هو عنصر قوة الأمة الإسلامية، وهي القيادة الصالحة المتمثلة بقيادة الإمام الخامنئي كما في حديث الإمام الرضا (ع) “إن الإمامة أسُّ الإسلام النامي، وفرعه السامي”. إذا أردنا أن تنمو الأمة الإسلامية، وإذا أردنا أن تكون الأمة الإسلامية أمة قوية ينبغي أن تلتف الأمة حول القائد الصالح الكفوء الفاعل الذي يسعى لتحويل الأمة الإسلامية من حالة الضعف إلى القوة، وهذه القيادة التي بدأت في عصر الإمام الخميني رضوان الله عليه، واستمرت في قيادة الإمام الخامنئي حفظه الله تعالى. تحية للقائد الشهيد الحاج قاسم سليماني وللقائد الشهيد أبو مهدي المهندس، وإلى جميع المجاهدين الصامدين في مواجهة العدو وفي مواجهة الشيطان الأكبر، وفي مواجهة الكيان الصهيوني، تحية إلى أبطال فلسطين. ونسأل الله تبارك وتعالى أن نعيش عصر الانتصارات الكبرى لأبناء الأمة بإذن الله تبارك وتعالى، وأن نشاهد كرامة الأمة من خلال دولة كريمة بفرج مهدي هذه الأمة. والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

إنني أيضاً في الكلمة الختامية أشكر الإخوة والأخوات الحاضرين في هذه الندوة، والعلماء استفدنا من كلماتهم جميعاً، والكلمة الختامية أيضاً للشيخ المجاهد المقاوم الكبير الشيخ ماهر حمود حفظه الله ورعاه. مما أريد أن أؤكده في هذه الكلمة أن كل واحد من أبناء الأمة ينبغي أن يعمل بالتكليف، في خط الإمام الراحل وخط القائد المعظم، أن يعرفوا ميدان تكليفهم، بما يتناسب مع قوتهم، بما يتناسب مع إمكانياتهم، لتعزيز قوة الأمة، وتطبيق الخطة المتكاملة للقائد المعظم الخامنئي حفظه الله للنهوض بالأمة، هذا شيء مهم، أولاً بالاعتماد على أبناء الأمة، واحترام وتكريم أبناء الأمة، وعدم اليأس في تعبئة طاقات الأمة، الثقة بالأمة، حب الأمة، بالإضافة إلى حب الإمام والقائد، ولملمة الدروس والتجارب، والارتباط والالتحام بأبناء الأمة وبالناس، والتركيز على توحيد كلمة أبناء المجتمع الإسلامي ومعالجة الظواهر السلبية بين العاملين هذا أمر مهم جداً، معالجة الظواهر السلبية، الظواهر السلبية مثل ظاهرة التعب اليأس الإحباط، ظاهرة الإسراف، وظاهرة إشاعة السلبيات، والتهجم على العاملين من أبناء الأمة، ظاهرة ربما التسيب التنظيمي إذا صح التعبير، يقول أمير المؤمنين “أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم”. فقدان الروح الثورية أحياناً، والتحفظ. العمل الثقافي والاجتماعي هو عمل مهم بالواقع، عدم التوجه إلى الطموحات الشخصية والمنافع الشخصية، والذوبان في سبيل نصرة الإسلام ونصرة الأمة والعمل [جاهدين] على تطبيق القرارات القيادية التي تُلقى على أبناء الأمة، هذا شيء مهم، التطبيق أهم من الكلام، وعلى أي حال الابتعاد عن ظاهرة التذمر، والابتعاد عن ظاهرة فقدان روح المبادرة، ظاهرة الافراط والتفريط، وبالنهاية ظاهرة التسيب الأمني، حفظ الأمن والأسرار أيضاً مهم في هذا العصر. بارك الله بكم ونسأل الله التوفيق، وأستميحكم عذراً على الإطالة، وعلى التقصير في الكلام، ونسأل الله أن يطيل في عمر قائدنا المعظم المفدى الإمام الخامنئي وأن ينصر الأمة، ويعجل في فرج مهدي هذه الأمة. سلامنا وتحياتنا إلى المجاهدين العظام في هذا العصر أيضاً وعلى رأسهم المجاهد الأكبر الأخ السيد حسن نصرالله حفظه الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

و قال الشیخ حسین المعتوق :

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على أشرف خلق الله وأفضل بريته سيد النبيين وخاتم المرسلين أبي القاسم المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين. هذا النداء الذي صدر من الإمام الخامنئي دام ظله الشريف، يتضمن أهم ما علينا في هذه المرحلة، أو يرسم استراتيجيات المرحلة في موسم الحج، لأن موسم الحج هو موسم الوحدة الإسلامية على قضايا الإسلام، وموسم الالتقاء تحت راية عبودية الله عز وجل، ورفض الظلم ورفض العدوان، كما يقول الله تبارك وتعالى، بسم الله الرحمن الرحيم ” وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ”، إلى آخر الآية الكريمة. الحج هو موسم مواجهة المستكبرين، ورمي الجمرات ليس مجرد أمر تعبدي صرف، إنما هو عنوان لمواجهة الظلم، ولمواجهة الفساد، لأن الإسلام قائم على ركنين، الارتباط بالله عز وجل قائم على ركنين؛ الركن الأول هو مواجهة الطاغوت، ومحاربة الطاغوت والوقوف بوجه الطغيان والظلم والاعتداء، ولذلك كان هو الركن الأول الملازم للإيمان بالله عز وجل كما يقول الله تبارك وتعالى: ” قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”. إذاً التمسك بالعروة الوثقى بدون الكفر بالطاغوت غير ممكن. الذي يبينه الإمام الخامنئي دام ظله الشريف في هذه المرحلة، أن على الأمة جميعاً أن تنهض. كفانا سباتاً وكفانا خنوعاً، وكفانا ذلاً وكفانا استسلاماً. نحن نرى اليوم الظلم بشكل واضح، نرى أن الظَلمة كيف أنهم قاموا بالفتك بالأمة الإسلامية، وزجّ الشعوب في حروب فيما بينهم، عملوا على الصراعات المذهبية لمدة سنوات طويلة جداً، اليوم كشفوا عن وجوههم القبيحة، عدة من الدول كشفت عن وجهها القبيح في التطبيع مع العدو الصهيوني، اليوم بعض الدول أصبحوا صهاينة أكثر من الصهاينة، هؤلاء ليس من الصحيح أن نسكت عنهم. كما قال الإمام الخامنئي دام ظله العالي، ليس علينا فقط رمي الجمرات بالحجر علينا أن نرمي أمريكا، علينا أن نرمي عملاء أمريكا، علينا أن نواجه المطبّعين، علينا أن نواجه هؤلاء الذين يريدون الفتك بمجتمعنا، هذه وظيفتنا لا يصح لنا أن نسكت، لا يصح لنا أن نتفرّج، لا بد لنا من أن نتماسك فيما بيننا وأن ننضم تحت راية المقاومة. ما يدعو إليه الإمام الخامنئي دام ظله الشريف، في هذا الخطاب المبارك المهم في موسم الحج، يصدر منه بصفته هو من يتحمل هذه المسؤولية؛ مسؤولية المقاومة، وقد تحملها. الإمام الخامنئي كما ينقل سماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله تعالى، عندما ذهبوا إليه، ذهب إليه أبناء المقاومة بعد عام 2000، وقدموا له تقرير فيه تصور لدور المقاومة السياسي، ماذا كتب الإمام الخامنئي تعليقاً على هذا التقرير؟ كتب: “باسمه تعالى، تكليف المقاومة إزالة “إسرائيل” من الوجود”. اليوم تكليفنا أن نعالج المرض الذي تعاني منه الأمة، وجود العدو الصهيوني ووجود المتصهينين، الذين يقفون خلف العدو الصهيوني، اليوم يجب أن نكون واضحين، في الوقوف إلى جانب فلسطين، وإلى جانب قضايا الأمة، في العراق في اليمن في أفغانستان وفي سوريا وفي كل مكان، يجب أن نعي واقعنا، يجب أن لا نُستدرج، يجب أن لا ننجر إلى الصراعات الداخلية وإلى الفتن الطائفية وإلى الفتن المذهبية، وننسى أن العدو الأكبر هو أمريكا الشيطان الأكبر، وأيضاً العدو الأكبر هو”إسرائيل” والدول التي هي أذيال لأمريكا و”إسرائيل”، لا بد هذا يصير واضح عندنا. اليوم روح الحج هي هذه، روح الحج هي أن نلتقي على تعاليم الإسلام، وأن نعلم أن اليوم تكليفنا إحقاق الحق، والتمهيد لدولة العدل الإلهي -هذا ما نؤمن به-، والسعي.. اليوم أنتم رأيتم ما حصل في غزة، النتائج التي استطاع أن يحدثها أبناؤنا في فلسطين، هذا كله يدل على شيء واحد على أن زوال “إسرائيل” من الوجود أمر ليس صعب، أمر فقط يحتاج إلى تكاتف الأمة، والمواصلة والاستمرار. كانوا يقنعوننا بمنهج الذل، وبمنهج الاستسلام، وبمنهج الخنوع، كان يُنظّر لهذا المنهج، لكن اليوم نهج المقاومة أصبح واضحاً، نحن رأينا هذا النهج في شموخ الإمام الخامنئي دام ظله الشريف، عندما أمر بضرب الطائرة الأميركية، وعندما احتجزت السفينة البريطانية، شعرنا بالعزة وعلمنا بأننا أعزّة، نحن أيضاً نستطيع أن نفعل الكثير، هؤلاء ليس بيدهم شيء، ونحن نؤمن بمنطق القرآن هذه العبارة التي ختم بها الإمام الخامنئي هذه الآية الكريمة رسالته إلى سماحة السيد حسن نصرالله في حرب تموز ” إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ”. نحن أيضاً نقول لإخواننا: اليوم نحن نمر بمنعطفات خطيرة في فلسطين وفي اليمن وفي العراق، هي منعطفات حتماً لمصلحة الأمة، المقاومون بصبرهم وبصمودهم سوف ينصرهم الله عزّ وجل، ” وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”. نحن على ثقة بأننا على مشارف النصر، وكما ذكر مراراً الإمام الخامنئي [دام ظله العالي] نحن في عصر زوال “إسرائيل”، سنرى زوال “إسرائيل” من الوجود إن شاء الله قريباً، علينا أن نلتحق بهذا الركب، علينا أن نلتحق بقافلة الحسين، ونحن نقترب أيضاً من أيام عاشوراء، علينا أن نكون ممن ينتصر بهم الله عزّ وجل لدينه، ولا يستبدل أحداً غيرهم. نسأل الله تعالى أن يطيل في عمر الإمام الخامنئي دام ظله الشريف، ذخراً وعزاً للأمة الإسلامية، أن يحفظه من كل سوء، وأن يحفظه من كل بلاء، وأن يحرسه بعينه التي لا تنام، وأن نشهد معه ذلك اليوم المبارك الذي نصلي فيه خلفه في القدس الشريف. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

نحن نعيش الأمل الكبير جداً تحت راية الإمام الخامنئي وفي ظلّ وجوده المبارك، نحن علی ثقة کما قال سماحة الشيخ ماهر حمود (حفظه الله تعالی) بأنّنا سنصلي في القدس الشریف قريباً وأنّ “إسرائيل” ستزول من الوجود، وعلينا أن نتحمل مسؤوليتنا العظيمة تجاه الإسلام التي هي واجب كالصلاة، كما أن الصلاة واجبة والصوم واجب، هذا الأمر واجب جداً.. بسم الله الرحمن الرحيم ” لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ”، [يجب] أن نقوم بالقسط ونسعى لمواجهة الظلم ونتحمل مسؤوليتنا إن شاء الله. هذا الزمن كما قال الإمام الخميني زمن غلبة المستضعفين على المستكبرين، إن شاء الله، كما اليوم أخواننا في اليمن يحققون الانتصارات الكبرى، وأخواننا في فلسطين يحققون الانتصارات الكبرى، الأمة كلها سوف تنتصر على الصهاينة وعلى الطواغيت، وعلينا أن نتحمل المسؤولية التي بدونها لا يمكن أن يقبل الله منا أعمالنا وعباداتنا.

وقال سماحة السيد هاشم الحيدري:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير سيدنا ومولانا وحبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا المصطفى الأمجد المحمود الأحمد أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الأطيبين الأطهرين المنتجبين. السادة العلماء، سماحة الشيخ عيسى قاسم، الأخوات الكريمات الإخوة الكرام، جميعاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في البداية نبارك لكل الأخوة الأعزاء والأخوات الكريمات هذه الأيام المباركة، وخصوصاً نحن مقبلون على عيد الأضحى المبارك. في الواقع، نداء سماحة الإمام الخامنئي ولي أمر المسلمين، في كل عام له أهمية خاصة، نداء الإمام القائد في موسم الحج في كل عام هو يرسم معالم استراتيجية لعام كامل مقبل، وتبيان أين موقع الأمة الإسلامية، أين هو الخطر، ما هي الأخطار، ما هي التحديات، ما هي الوسائل لمواجهة هذه التحديات، كيف تصل الأمة إلى النجاح والنصر والفتح، ما هي المسؤوليات التي يجب أن يخوضها المسلمون والأمة بشكل عام. نداء الحج لسماحة ولي أمر المسلمين كما كان نداء الإمام الخميني منذ انتصار الثورة الإسلامية، هو مَعلَم مهم من معالم الأمة الإسلامية في كل عام، ويمكن القول [أن] رأس سنة إسلامية مهمة يتحقق بهذا النداء، رأس السنة التكليفية والتشريعية -إن صحّت العبارة- يتحقق عند صدور نداء سماحة الإمام إلى الأمة الإسلامية. في هذا العام أيضاً، صدر النداء وربما من الكلمات المهمة في هذا النداء عبارة “وربما يسفر عن غد مشرق بإذن الله تعالى”. هو يستبشر سماحة الإمام، ويتنبّأ إن شاء الله بغد مشرق، كما في كل خطاباته، إذا كان الإخوة والأخوات يتابعون خطابات سماحة الإمام القائد. أنا أدعو نفسي وأدعو الإخوة والأخوات إلى متابعة خطابات الإمام القائد، هو دائماً يحمل الأمل للشعب الإيراني، للأمة، للمقاومة، وخطاباته حيّة وعمليّة لكل الأمة، لكل الشباب خصوصاً الشباب والشابات. بالتالي هو استطاع بهذا النداء أن يحوّل التهديد أو الحرمان -إن صحّت العبارة- إلى فرصة، حيث يقول: “رمي الشيطان في منى غير ممكن ولكن التصدي لشياطين الهيمنة وطردهم ممكن في كل مكان”، يعني كل أرض كربلاء تعبير آخر لهذه العبارة، وكل يوم عاشوراء، خصوصاً نحن أيضاً نستقبل وفي الأيام المقبلة سوف ندخل في موسم محرم وصفر، وكما قال الإمام الخميني كل ما لدينا من محرم وصفر. نحن كأمة إسلامية، من خلال هذا النداء، ومن خلال الصفحات والجملات والمواضيع والملفات التي طرحها الإمام القائد، يمكن أن نعلم أننا في زمن مهم وفي تحدي مهم. الـ 150 سنة الأخيرة لم يكن لها دور في مصير بلداننا كما عبّر الإمام القائد، ولكن تعبير أن شعوبنا شبابنا العلماء المجتهدين الأكاديميين المثقفين الفنانين الرياضيين السياسيين الكل، الأحزاب الجمعيات الجميع، كما ذكر الإمام القائد، يتحملون -الجميع الجميع كلنا- مسؤولية النهوض لتعويض ليس فقط 150 عام الأخيرة، وإنما ربما أطول، ولكن هذه كانت واضحة في الحرمان والظلم والاعتداء والخنوع، كما كان في زمن الإمام الحسين أن الأمة تراجعت وخنعت و… اليوم الفرصة مؤاتية، ولهذا الحجة علينا جميعاً في جبهة المقاومة في العالم الإسلامي حجة كبيرة، وربما يمكن القول أن بداية هذا الانعطاف والمنعطف في زماننا هو 11 شباط 1979، في يوم انتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني بدأ عصر الإسلام، بدأ عصر الانتظار الحقيقي والتمهيد الحقيقي لعملية الظهور، وما بعد انتصار الثورة الإسلامية ليس كما قبلها في كل الملفات الإسلامية، ولهذا هذه الصفحات المخجلة التي عبّر عنها الإمام القائد الخالية من أي افتخار يجب أن تتحوّل إلى صفحة فخر وعز. إن بيت القصيد -كما يقول القائد- في خطاب الجمهورية الإسلامية، هنا بيت القصيد، وانا أعتقد وبكل صراحة أن من يبحث عن الإسلام وعزة الإسلام، ونهوض الإسلام في زماننا وفي أمتنا الإسلامية بعيداً عن الجمهورية الإسلامية فهو واهم فهو مخطئ، فهو مشتبِه ولا أقول أكثر من ذلك. اليوم المقاومة وعنوان المقاومة يثير قلق عالم الاستكبار كما يقول القائد، وأنا أضيف، لأن القائد ربما لا يستطيع أن يتحدث عن مقام القيادة وولاية الفقيه، أنا أضيف أن أميركا تُثار وتقلق وتنغاظ “لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ” من خلال ولاية الفقيه التي تحققت، ولاية الإسلام، “الإسلام يقود الحياة” بتعبير السيد الشهيد الصدر، وهذا واضح حتى لمن لا يؤمن بالإسلام بالمعنى الشعائري والطقوس، ولكن يؤمن بالإسلام كدين مواجهة، كدين جهاد، كدين ثورة، كدين حماسة، وهذا الإسلام المحمدي الأصيل، الإمام الخميني لم يقل السنّة والشيعة، لم يقل مثلاً الصلاة وغير الصلاة، قال الإسلام المحمدي الأصيل والإسلام الأمريكي، يعني الإسلام الأمريكي ربما فيه معمم ورجل دين وربما صاحب موكب حسيني، وربما مفتي في بلد ما، وربما وربما.. وربما سني وشيعي، وفي الإسلام المحمدي الأصيل أيضاً قد تجد شاباً وشابة وعالماً وسُنياً وشيعياً بل ومسيحياً بهذا المعنى. هذا هو منهج الإمام القائد ومنهج الإمام الخميني. اليوم إذاً الجمهورية الإسلامية هي العنوان الأوسع، ولاية أمر المسلمين هي العنوان الأوسع، ولا يمكن أن نجد المقاومة بعيداً عن إمامة الإمام الخامنئي وقيادة الإمام الخامنئي، ولهذا الجمهورية الإسلامية هي عامود خيمة جبهة المقاومة في زماننا، ولأن أميركا تتحسس من عنوان المقاومة، وأنا أضيف ومن عنوان الولاية، فلا بد أن تكون المقاومة والولاية عنواننا دائماً ونداؤنا وسندنا وخطنا ومستقبلنا وضياؤنا، هذا ليس تطرف إنما هذه الواقعية نجدها في كل فضائيات الأعداء وصحف الأعداء وإعلام الأعداء، أن التحسس الأول هو من عنوان الولاية وقيادة سماحة الإمام والجمهورية الإسلامية، وبالتالي كل جبهة المقاومة من حزب الله إلى أنصار الله إلى شعب البحرين إلى الحشد الشعبي إلى كل الفصائل والمقاومة في كل جبهة المقاومة من كشمير إلى نيجيريا، من فلسطين إلى اليمن وهكذا وكل الشعوب. إذاً الأمل كبير، الأمل كبير بأننا في زمن انتصارات، في زمن وجود قيادة فعلية –أؤكد- قيادة فعلية لدولة مقاومة مع وجود أحزاب وحركات مقاومة، مع وجود مرجعيات وعلماء مقاومة، مع وجود شباب مقاومة، واليوم كما ذكر سماحة الإمام القائد “نهوض عناصر المقاومة في المنطقة، يقظة الشعوب، همة الجيل الجديد”. الأمل، في فلسطين اليوم نحن نستبشر انتصاراً وفتحاً كبيراً في المنطقة بسبب سيف القدس، في اليمن، اليمن المحاصر هو عنوان النصر رغم أنه هو عنوان المعاناة والآهات والجراحات، ولكنه عنوان للنصر والتحدي والصبر وكل مكامن القوة في الأمة. في العراق، كما عبّر سماحة الإمام القائد عناصر القوة باللغة، يقول “تدحر عناصر المقاومة -[وهي عناصر القوة والقدرة]- بلغة صريحة واضحة”، يعني البيان الواضح والصريح، وربما نحن بالعراق نلتزم بذلك، البعض يعيب علينا صراحتنا بالنسبة إلى المقاومة، بالنسبة إلى الولاية، بالنسبة إلى الإسلام، نحن نؤكد أن سماحة الإمام القائد في هذا السطر ونصف، يقول للعراقيين “وفي العراق تدحر عناصر المقاومة بلغة..” -يتحدث عن اللغة الصريحة- “..بلغة صريحة واضحة أميركا المحتلة وعميلها “داعش” وتبدي عزمها الراسخ دون تلكؤ”. طبعاً في اللغة الفارسية أنا لا أتحدث، لكن ربما الترجمة يمكن أن نقول: دون غموض، لمواجهة أي نوع من التدخل والشرور من قبل أميركا ومن لف لفها. إذاً، اليوم الشعوب والمقاومة، يعني الشعوب المقاومة وحركات المقاومة وعلى رأسها دولة المقاومة وقائد محور المقاومة وكل علماء المقاومة، هي من تنهض وتضحي وتقدم الشهداء، نعم المقاومة اليوم بإمامة وقيادة ولي أمر المسلمين سماحة الإمام الخامنئي دام ظله، وهذا نؤكده وهذا ما يغيظ الأعداء لأن قيادة سماحة الإمام هي لصالح الشعوب، لصالح الأوطان، فالإسلام لكل الأوطان، سيادة الإسلام قيادة الإسلام هي عزة للأوطان، الإسلام هو سيدٌ وبه نحصل على السيادة الحقيقة، ليس فقط سيادة الأرض وإنما سيادة الثقافة، سيادة الفكر، سيادة العقيدة، سيادة المجتمع، بالإسلام تتحقق السيادة الحقيقية لأوطاننا وبلداننا وشعوبنا. سلام وتحية لبقية الله الأعظم كما قال وختم سماحة الإمام القائد، وسلام وتحية لنائبه بالحق سماحة الإمام المفدى الإمام الخامنئي، سلام لسيد المقاومة والحبيب المفدى السيد حسن نصرالله، سلام للشهيدين الكبيرين الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي وكل الشهداء في جبهة المقاومة، وسلام إلى الفاتح والمؤسس للجمهورية الإسلامية والمؤسس لجبهة المقاومة الإمام الخميني العظيم ولكل الشهداء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الکلمة الختامیة

بسم الله الرحمن الرحيم الشكر الجزيل لكم على إدارة هذه الندوة، الشكر الجزيل أيضاً لسماحة السيد كميل باقر زاده، الشكر أيضاً إلى العلماء الكرام الذين استفدنا منهم، أيضاً النخب، الإخوة والأخوات المشاركين في هذا المنتدى أو هذه الندوة. أنا أقول أن القرآن الكريم ذكر قصة موسى وهارون وربما هذه الليالي من المستحبات بين صلاتي المغرب والعشاء ركعتين يُقرأ فيهما ” وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً..”. عندما يغيب موسى يجب أن يكون هناك هارون، “..اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي”، موسى زماننا غائب، وهارونه حاضر، يستبشر الإنسان عندما يرى أن العلماء الكبار خصوصاً الحاضرون في هذا المنتدى، إيمانهم بالقائد -اسمحوا لي أن أقول- هارون زماننا، لأن الآيات القرآنية جارية مجرى الليل والنهار والشمس والقمر، إذا عُرف هارون في زماننا، إذا أطعنا هارون وهو نائب موسى، موسى الغائب كلما توحدنا حوله، آمنا به عشقناه، التزمنا بأوامره، بلّغنا له ضمن جبهة الحق وجبهة الإسلام العظمى، لأن لكل جبهة قائد، ولكل معسكر خيمة قيادة، ولكل خيمة عمود وعمود الخيمة هو سماحة الإمام القائد هارون زماننا، بهذا التشبيه وهذا التصور، نعم بشائر الفتح الكبير ظهور إمام زماننا، الفرج، وتحرير فلسطين القدس إن شاء الله حاضرة في القلوب وحاضرة في الزمان القريب إن شاء الله، سنجتمع إن شاء الله ليس في منتدى الإمام الخامنئي عبر الفضاء المجازي إن شاء الله سنجتمع في منتدى القدس، في المسجد الأقصى إن شاء الله كل هذه الوجوه نصلي خلف القائد، خلف سماحة السيد نصرالله، الشكر الجزيل لكم نسأل الله أن نكون من أهل التواصي دائماً بالحق والتواصي بالصبر. وشكراً والحمدلله رب العالمين.

وقال الشیخ ماهر حمود:

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وآله وصحبه والتابعين، أيها الإخوة الكرام. نعم، إنها أولاً ليلة مباركة، ليلة المشعر الحرام والزلفى التي الله أعلم فيها المغفرة، وفيها يشعر الحاج أنه حجّ فعلاً لأنه انتهى من الركن الأعظم من ركن الحج الرئيسي، وهي ليلة يستشعر بها المؤمن والحاج بنفحات العطاءات الرباني، والعطاء الإلهي الذي يقربه من كل خير، نسأل الله تعالى أن يعطينا خير هذه الليلة وخير ما فيها، وأن يثيبنا على هذا اللقاء وعلى كل كلمة في هذا الاتجاه الذي نقصد به بإذن الله وجه الله تعالى. كلمة السيد القائد خامنئي للحجاج ليست جديدة، لا بالفحوى ولا بالشكل، قد اعتاد هو وقبله السيد المؤسس الإمام الخميني على توجيه مثل هذه الرسالة، والأهم أن هذه الرسالات التي تُبعث في الحج أو في مواسم أخرى للمسلمين تتميز عما يمكن أن يقوله أي عالم أو أي داعية إلى الله أو أي متخصص في الشريعة، الذي ميّز الإمام الخميني ومدرسته وطبعاً على رأسها السيد القائد خامنئي، أن هذه الرسالة أو هذه الصفة وهذه المدرسة جمعت بين الإسلام النظري -إذا جاز التعبير- والإسلام العملي، وهذا الذي يميز هذه المدرسة عن غيرها، رأينا حركات إسلامية كثيرة، على اتساع العالم الإسلامي وخلال قرن من الزمن قرأنا وسمعنا عنهم كثيراً، وسمعنا كثيراً من العلماء ومن الدعاة ومن الخطباء المجاهدين، لكن هذا المزج المباشر بين الإسلام كنظرية -كما قلنا- كنص ديني، وبين واقع المسلمين بالشكل الذي يقدمه القائد خامنئي ليس أمراً بسيطاً، عندما ينتقل مباشرة من فكرة الحج وأهمية الحج والتضحية وموقع إبراهيم في عقيدتنا وفي عقيدة الأمم السابقة، مباشرة إلى واقع الأمة التي مضى عليها حوالي قرن ونصف كما تحدث تحديداً، لا تملك زمامها ولا قرارها بل يُقرر لها، وتحاك لها المؤامرات، ويُنصّب فيها الملوك والرؤساء والحكومات أو يُقالون دون قرار من هؤلاء جميعاً، هذا الأمر ليس شيئاً بسيطاً، هذا الربط بين عظمة الإسلام الذي يظهر في الحج كيف يجمع الأمم من كل حدب وصوب، ومن كل فج عميق، وكيف يستمر خلال القرون من الزمن، دون أن يعيقه عائق بل تتجدد عظمة الكعبة المكرمة المشرفة والمناسك عاماً بعد عام، بغض النظر عن ظروف المسلمين وأوضاعهم، هذا الإسلام الذي يريد منا أن نكون أعزة، ” وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ”، كيف للأسف الشديد أصبحت أمة الإسلام منذ أكثر من قرن ونصف من الزمن دون قرار ودون كيان ودون أن تستطيع أن تقرّر لنفسها شيئاً، بل يقرَّر لها من أسوأ أنواع البشر إذا جاز التعبير، وصولاً إلى المقاومة المظفرة، إلى 11 أو 12 يوماً في سيف القدس التي أثبتت أن الخبر ما زال موجوداً في الأمة، رغم كل المؤامرات ورغم كل ما ذكرنا من ضياع القرار والسيطرة على قرارنا ونفطنا وأراضينا وديننا حتى، بحيث أنهم ألفوا شكلاً من أشكال الإسلام وورّدوه لنا، كما قال بلسانه مسؤول مخابرات أميركية وقتها في العام 2006: “سنصنع لهم إسلاماً يناسبنا”، فكانت “داعش” وكانت النصرة، وكان أيضاً أنواع من الإسلام الأميركي كما كان يسميه الإمام القائد الخميني رحمه الله، كان يتحدث عن إسلام أميركي، نعم نحن أمام إسلام أميركي من جهة أو إسلام تكفيري من جهة أخرى، أما الوسط يعني [من يقومون] برسالة الإسلام فهم قلة، هذا هو محور المقاومة الذي يتميز عن الآخرين، عن الإسلام الأميركي وعن الإسلام التكفيري، والذي طبعاً ينطق باسمه بدون أدنى شك وبكل بجدارة القائد خامنئي حفظه المولى. تظهر هذه الكلمات، وكأنها صرخة في واد، كأنها كلام بين صمّ من البشر، أو كأنها مسرحية أو شيء يُعرض على العميان من البشر، للأسف الشديد هكذا يظهر لأن الأمة -بالأكثرية التي توجد، بالأكثرية التي نراها- تعيش في عالم آخر غير هذا العالم الذي تعبّر عنه كلمة القائد وتعبّر عنه أيضاً بطولات وصبر واستشهاد وانتصارات المقاومة في فلسطين كما في لبنان والعراق وسوريا. نعم أيها الإخوة الكرام، نحن كأننا نحفر في صخر أو نصرخ في وادٍ لكن هذا لن يذهب سداً أبداً على الإطلاق، ونحن في حضرة سيدنا إبراهيم (ع) الذي أمره تعالى فقال ” وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا”، قال يا ربي أؤذّن هنا؟ طبعاً بعد أن بنى الكعبة في وادٍ غير ذي زرع، في مكان ليس فيه بشر إلا القليل القليل، قال يا رب أؤذّن هنا؟ من سيسمعني؟ قال يا إبراهيم عليكَ النداء وعلينا البلاغ، فحسب ما يذكر المؤرخون أن الله أوصل نداءه عبر الأجيال من جهة وعبر المناطق الجغرافية من جهة أخرى، ووصل حتى إلى عالم الذر عندما يكون الولد في ظهر أبيه، قد سمع الناس جميعاً وظل هذا النداء يتردد حتى لبّاه الجميع، يلبيه الناس، ولو أن العدد -في هاتين السنتين- محدود بسبب الجائحة، ولكن يلبيه الناس من كل حدب وصوب، من كل فج عميق وعلى امتداد التاريخ كله حتى يقول الشيطان في يوم عرفة أنه يعبّر أنه أذل وأحقر ما يكون في هذا اليوم، لأنه يرى هذه الأعداد الغفيرة من الناس تقصد الحج رغم كل أحابيل الشيطان ومؤامراته ووساوسه. بالمقارنة مع هذا النداء نقول نعم نداؤنا إلى المقاومة، ونداؤنا إلى الوحدة، ونداؤنا لاستنفار الجهود في وجه العدو الصهيوني سيصل رغم العوائق الأميركية، ورغم عوائق المطبّعين، ورغم عوائق المترفين، الذين أدام الله تعالى ترفهم وفسادهم، والذين مع الأسف يملكون جزءاً أساسياً من قرار الأمة. رغم مؤامرات المتآمرين وكفر الكافرين وفسق الفاسقين، نداؤنا هذا سيصل رغماً عنهم جميعاً لأنه نداء رب العالمين، لأنه نداء الحق في وجه الباطل، لأنه نداء الصدق في وجه الكذب، لأنه نداء الجهاد في وجه الخيانة، لأنه نداء المستقبل في وجه القابعين في غياهب التاريخ، لأنه نداء رب العالمين، وهم ليسوا إلا صدى لوساوس الشيطان، سيصل صوتنا، سيصل صوتك أيها القائد المقدَّر، سيصل صوت المقاومين، سيصل صوت السيد حسن نصرالله، سيصل صوت السيد عبدالملك الحوثي، سيصل عمل وأعمال القائد سليماني والقائد المهندس، سيصل صوت المقاومين في سوريا، كما سيصل صوت يحيى السنوار الذي تحدى الصهاينة في مكان معلوم يتحداهم لأن ينفّذوا فيه عملية اغتيال. هذه أصوات الحق ستصل رغم كل العوائق التي يبنيها ويبتدعها أعداؤنا ومن يسير معهم، سيصل بوقت قريب بإذن الله لنحتفل جميعاً بقوله تعالى “لِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا”. سيصل أيها القائد، نحن خلفك على طريق فلسطين، نحن خلف كل المؤمنين الصادقين الذين أثبتوا بالدماء وبالصبر وبمواجهة المؤامرات وبالحصار وبكل ما يمكن، أثبتوا صدقهم على هذه الطريق، على هذا الطريق العظيم الذي نهايته الرضا والنصر والتمكين في الأرض، “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”، صدق الله العظيم. كل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الله يعطيكم العافية. طبعاً هذا الجهد مشكور، مشكور جداً، وهو فلنقل نقطة في بحر لجيّ لا يلبث أن يتحوّل إلى سيل، نقطة من هنا ونقطة من هنالك، كلمة من هنا وكلمة من هنالك، موقف من هنا وموقف من هنالك، انتصار من هنا انتصار من هنالك، سيتغير المشهد كله بإذن الله تعالى نحو الأفضل، كما قلنا قبل قليل لا يهم إن كان هنالك ناس قد أصموا آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا، وأنهم لا يريدون الاستماع، لا يهم إن كان هنالك أناس كما وصفهم تعالى ” “وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا”، لا يهم إن كان أحياناً كما قلنا الصرخة تظهر كأنها صرخة في واد، لكن كما يقول المثل يضحك كثيراً من يضحك أخيراً، كما انطلق الأنبياء ومعهم قلة من البشر ولكنهم كانوا يتحدثون عن انتصارات عظيمة، عن مستقبل يختلف عن واقع ما هم عليه، كما بدأ الأنبياء مكذَّبون وضعفاء ومطارَدون، ” وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، حتى نعلم ونرى نعمة الله، ننظر إلى أربعين عاماً أو حتى إلى عشرة أعوام حيث كانت فكرة “داعش” منتشرة وللأسف تأكل عقول بعض شبابنا، وتنحرف بكثير من أبطالنا عن طريق المستقبل، وللأسف الشديد. أين “داعش” الآن؟ أين هو المشروع الذي أرادوا من خلاله إخراج سوريا من محور المقاومة وضربها؟ أين كل المؤامرات على المقاومة في لبنان؟ أين كل المؤامرات على الإسلام؟ ” وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ. فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ”، سينتقم الله من أعداء دينه ومن أعداء الحقيقة ومن أعداء الحق بنا بإذن الله قريباً. دمتم وإلى لقاء آخر. شكراً، والسلام عليكم ورحمة الله.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى