مقالات

كورونا تطعن الامارات من الامام وبن سلمان من الخلف

ربما يمر البعض مرور الكرام على منظر ربوض عشرات بل مئات الطائرات التابعة للشركات الاماراتية للطيران سواء في مطار أبو ظبي أو دبي أو سائر مطارات الامارات، ولكن هذا المنظر مرعب للمسؤولين الاماراتيين الذين شيدوا وبنوا بلادهم من عوائد السياحة التي درت آلاف المليارات على هذا البلد.

العالم – مقالات وتحليلات

ويرتعد المسؤول الاماراتي أكثر عندما يرى أن فنادق بلاده التي طالما عجت بالسياح والتجار ورجال العمال، خالية حتى من العمال، حيث اضطرت معظم الفنادق الى خفض عدد عمالها وموظفيها الى نسب مخيفة تصل أحيانا الى 50 بالمئة، ويرتعد أيضا عندما تصله قاعدة بيانات حجم البضائع المُعاد تصديرها، أو عدد السفن والبواخر التي انطلقت من موانئ الامارات الى سائر الدول.

الامارات تحقق عائدات مبهرة من البضائع التي يعاد تصديرها الى سائر الدول، بل أن هذا القطاع لعب دورا بارزا في تمويل عمليات بناء الامارات الحديثة، ولكن مصانع العالم تتوقف بالتدريج نتيجة تفشي وباء كورونا، بل أن الاقتصاد العالمي في تراجع مستمر، خاصة وأن معظم دول العالم تدعو شعوبها الى التزام البيوت وعدم الخروج بل ان الكثير منها فرضت حظر التجول، فهل يا ترى أن المعامل والمصانع ستشتغل مع وجود عمال يلتزمون البيوت ولايخرجون منها، فيا ترى أية سلع وبضائع تريد الامارات اعادة تصديرها مع توقف المصانع عن العمل؟

الامارات تحصل على عائداتها من ثلاثة قطاعات رئيسية، السياحة واعادة تصدير البضائع، والنفط، فاذا تكبد العائد الأول والثاني أضرارا جسيمة نتيجة تفشي كورونا، فليس امامها الا العائد الثالث، غير أن عددا من مسؤولي الامارات كانوا قد اعلنوا أنهم سيتخلون تدريجيا عن عائدات النفط وسيقومون بتحويل اقتصاد الامارات الى اقتصاد من دون نفط، فلا ندري هل أنهم لا يزالون يعتقدون بهذه الفكرة أم تخلوا عنها؟

سواء كان المسؤولون الاماراتيون لا يزالون يتمسكون بها أو تخلوا عنها، فان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جاء وطعنهم من الخلف، عندما قرر اغراق اسواق النفط العالمية بنفط بلاده، الأمر الذي أدى الى انهيار أسعار النفط، والقضية طبيعية للغاية فمادامت المصانع العالمية متوقفة عن العمل فلماذا تشتري النفط؟

لا ندري هل أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد نسق خطوة الاتصال بالرئيس السوري بشار الأسد مع بن سلمان أم لا، وهل انه نسق خطوة ارسال المساعدات لايران مع بن سلمان أم لا؟

هجوم أصحاب الحسابات السعودية المزيفة في وسائل التواصل الاجتماعي، على المسؤولين الاماراتيين وخاصة على ولي عهد أبو ظبي تشير الى أن بن زايد لم ينسق الخطوتين مع بن سلمان، مما يبرهن على أنه كان يريد توجيه رسالة لنظيره السعودي، ولكن لايبدو أن بن سلمان قادر على التقاط الرسائل غير المباشرة وتفكيك رموزها مما يستدعي من بن زايد توجيه رسائل مباشرة له، خاصة وأن الكيل طفح، والامارات برمتها معرضة للانهيار.

اجراء الاتصال بالرئيس السوري رغم أهميته، إلا انه غير كاف، لانقاذ الاقتصاد الاماراتي، مما يستوجب من المسؤولين الاماراتيين اتخاذ قرار مصيري وحاسم وسريع بالانسحاب من المشاركة في العدوان على اليمن، عندها سيردوا الصاع صاعين لابن سلمان وفي نفس الوقت سيحافظوا على اقتصاد بلادهم من الانهيار التدريجي.

العدوان على اليمن استنزف الكثير من أموال السعوديين والاماراتيين، والسبب الوحيد لمنع استمرار هذا النزيف هو عنجهية بن سلمان وغطرسته ورفضه الاقرار بالانهزام أمام اليمنيين الذين مرغوا أنفه في الوحل، فاذا لم يكن للاماراتيين ناقة ولا جمل في هذه الحرب فلماذا يسايرون بن سلمان ، خاصة ان كل شيء ينتهي باسم السعودية؟

التوقف عن الاستمرار في المشاركة بالعدوان على اليمن هو القرار الصائب الوحيد الذي ينبغي على الاماراتيين اتخاذه بأسرع وقت، اذ نخشى أن يتخذوه بعد فوات الاوان، وبعد انهيار الاقتصاد الاماراتي بالكامل، ان لم يكن بالكورونا فبصواريخ اليمنيين.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى