عالمي

العقوبات على جبران باسيل.. ضغط على حزب الله بورقة المسيحيين

في شباط-فبراير عام 2006 تم التوقيع على ما سمي “بورقة تفاهم مار مخايل” بين حزب الله والتيار الوطني الحر. الورقة التي رسمت الخطوط العريضة للعلاقة بين الطرفين للمرحلة المقبلة بعد عودة رئيس الجمهورية ميشال عون الى لبنان والتغيرات التي طرأت على الساحة اللبنانية عقب اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري.

العالم – كشكول

بعد خمسة اشهر من اعلان ورقة التفاهم شن الاحتلال الاسرائيلي عدوانه على لبنان، العدوان الذي فشل في تحقيق اهدافه وكان لورقة التفاهم دور اساسي في هذا الفشل.

قبل 14 عاما ادرك الاحتلال الاسرائيلي اهمية الجبهة الداخلية اللبنانية في تعزيز قوة المقاومة، وادرك اهمية ضرب هذه الجبهة التي تشكل ورقة التفاهم اساسا محوريا فيها.

قبل ايام اعلنت الادارة الاميركية فرض عقوبات على وزير الخارجية الاسبق (ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل) لارتباطه بقضايا “فساد” كما تذرعت واشنطن. لم تشر ادارة دونالد ترامب الى الاسماء التي تورطت في قضايا فساد معروفة ومكشوفة طوال عقود بدعم من الادارات الاميركية المتعاقبة. وبالتالي يمكن استنتاج ان العقوبات المعلنة على باسيل لها ابعاد تتخطى قضايا الفساد وتتعلق بالسياسة والعداء القديم للمقاومة.

يحاول الاميركيون بالتعاون مع لاعبين اقليميين احراج باسيل وممارسة لعبة الترهيب والترغيب معه. من جهة ترغيبه بانه سيكون الاسم المطروح لرئاسة الجمهورية خلفا لعون مقابل تنصله من ورقة التفاهم مع حزب الله (ونزع شرعية اجتماعية وسياسية عن الحزب كما يامل الاميركيون)، ومن جهة ثانية ترهيبه بالعقوبات واستبعاده من اللائحة التي ستشمل الاسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية بعد نهاية ولاية الرئيس عون.

باسيل اكد بعد اعلان العقوبات ضده انه لن يتاثر باي اجراء يستهدفه. موقف لا يخرج من سياق ورقة التفاهم مع حزب الله. واضافة الى تمسك باسيل بالورقة كاساس لتنظيم العلاقة بين التيار وحزب الله فانه يدرك جيدا ان الاميركي وبعض الدول العربية ليسوا الوحيدين الذين يقررون قواعد اختيار رئيس الجمهورية المقبل. اضافة الى ان قرار الادارة الاميركية لن تكون له مفاعيل جدية لانه صادر عن ادارة فشلت حتى اللحظة في تمرير مشاريعها على الساحة اللبنانية والتي تستهدف اولا واخيرا المقاومة ببعدها اللبناني والاقليمي (خاصة وان ترامب يتحضر لتوديع البيت الابيض بعد فوز جو بايدن في الانتخابات الاميركية وتوقع حصول تغيرات واضحة في سياسة الادارة الاميركية الجديدة ومقاربتها للعلاقة مع ملفات لبنان والمنطقة)، وعليه فانه لا يبنى كثيرا على محاولات واشنطن لضرب العلاقة ولو اعلاميا عبر تصريحات سفيرتها في بيروت دوروثي شيا بان باسيل لا يرفض العروض الاميركية بشكل مطلق وانه قد يقبل بها وينهي العلاقة مع حزب الله، هذه التصريحات التي تهدف لاحداث بلبلة عبر رمي قنبلة اعلامية تخلق جدلا سياسية لا اكثر.

العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر تتخطى العلاقة بين اشخاص واسماء وتتعلق بابعاد اجتماعية وسياسية وثقافية ووطنية، وهذا ما يدركه الاميركي جيدا ويسعى لضربه من خلال العقوبات المترافقة مع تصريحات شيا الاخيرة.

ما يمكن قوله صراحة هو ان ما تقوم به الولايات المتحدة هو محاولات لن تكون نتيجتها مختلفة عن نتائج محاولات دونالد ترامب انقاذ نفسه من سقوط مدوي بعد الانتخابات الرئاسية.

حسين الموسوي

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى