عالمي

بعد هزيمته في مجلس الأمن..هل ينزل ترامب من أعلى الشجرة؟

أن يصل الامر بأمريكا يوما لا تجد في مجلس الامن الدولي من يقف الى جانبها ضد ايران سوى الدومنيكان!، رغم وجود دول كانت تقف تقليديا الى جانبها في كل شيء مثل فرنسا وبريطانيا والمانيا، فهذا يعني ان الدبلوماسية الامريكية دخلت في غيبوبة بعد الضربات القوية التي وجهها اليها الثنائي ترامب بومبيو والى الرأس مباشرة.

العالم – يقال ان

أندونيسيا التي تتولى الرئاسة الشهرية لمجلس الأمن الدولي اعلنت ان مشروع القرار الأميركي الرامي لتمديد الحظر التسليحي على ايران حصل على صوت واحد فقط هو صوت الدومنيكان الى جانب امريكا، في حين صوتت ضده الصين وروسيا بينما امتنعت الدول الإحدى عشرة المتبقية عن التصويت.

سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون قال في بيان بعد التصويت إن هذه النتيجة “تثبت من جديد أن الإجراءات الأحادية لا تحظى بدعم وأن التنمر سيفشل”، فيما صب روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الأمريكي جام غضبه على فرنسا والمانيا وبريطانيا لرفضها دعم محاولات امريكا في مجلس الأمن لتمديد حظر السلاح على إيران، معتبرا موقف هذه الدول “مخيب للامال”.

اللافت في تصريح اوبراين قوله ان موقف الاوروبيين في مجلس الامن لم يكن “مفاجئا” لامريكا، اي ان الادارة الامريكية كانت على علم بهذا الموقف الاوروبي، وهذا العلم يعود كما يبدو الى فشل هذه الادارة حتى في اقناع اقرب حلفائها في الغرب بموقفها من الاتفاق النووي الذي وقعت عليه القوى الكبرى الى جانب ايران.

الهزيمة التي منيت بها امريكا في مجلس الامن أمس، وعزلتها حتى بين اقرب حلفائها في الغرب، اكدتا حقيقة ما ذهب اليه الايرانيون من ان ترامب وبومبيو ورهطهما، الذين انسحبوا من الاتفاق النووي في أجواء احتفالية، صفقت لهم فيها “اسرائيل” والسعودية، لم يقرأوا سطرا واحدا من الاتفاق، فلو كانوا قرأوا الاتفاق حقا، لما كانوا سيتفاجأون اليوم بالبند الخاص برفع الحظر عن الاسلحة التقليدية عن ايران في 18 تشرين الاول اكتوبر القادم، وما كانوا سيتفاجأون من انهم لا يمكنهم تفعيل “الزناد” واعادة فرض العقوبات الاممية على ايران، لانهم خرجوا من الاتفاق.

هذا الموقف المخزي لامريكا على الصعيد الدولي، يعود جانب كبير منه الى شخصية ترامب الاستعراضية وغير المتزنة وجهله بالقضايا السياسية، وكذلك الى شخصية وزير خارجيته بومبيو، الذي نقل تجاربه الفاشلة من السي اي ايه، الى وزارة الخارجية، فرغم انه كان يُفترض ان يمثل الدبلوماسية الامريكية، الا انه تعامل بعقلية رجل الامن مع ايران، وجميعنا يتذكر شروطه الاثنا عشر التي وضعها للتفاوض مع ايران، وهي شروط عكست العقلية الساذجة لبومبيو، حيث كان ترامب يدوس عليها بين وقت واخر بإعلانه انه على استعداد للتفاوض مع ايران دون شروط!!.

رغم ان رفض مجلس الأمن الدولي لمشروع القرار الامريكي يعتبر هزيمة مدوية لواشنطن ، الا انها كانت في الحقيقة هزيمة شخصية لبومبيو بالذات الذي جند جميع امكانيات وزارته خلال الاشهر الماضية لكسب المؤيدين في مجلس الامن للمشروع الامريكي، لذلك كان من اوائل المسؤولين الامريكيين الذين تهجموا على مجلس الامن ، معتبرا المجلس “فشل” في “الدفاع عن السلام والأمن الدوليين”!!.

دوافع بومبيو من وراء التهجم على مجلس الامن، كشفه هو نفسه عندما قال بصريح العبارة، ان رفض المجلس تمديد حظر الأسلحة المفروض على ايران، يتعارض مع رغبات عدد من الدول العربية (السعودية والامارات والبحرين) و”إسرائيل”!!.

الرئيس الروسي وفي محاولة منه منع حدوث هزيمة اخرى لترامب في مجلس الامن، وهو على اعتاب الانتخابات الرئاسية، بعد “تهديد” اعضاء من ادارته بإعادة فرض الحظر الاممي على ايران في حال رفض مجلس الامن تمديد الحظر التسليحي، اقترح عقد قمة عبر الإنترنت مع امريكا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا وإيران، في محاولة لتفادي حدوث ما وصفه بوتين “مواجهة وتصعيد” أكبر في الأمم المتحدة.

ترى هل يستغل ترامب السلم الذي وضعه له بوتين للنزول من اعلى الشجرة ام سيبقى اسيرا لغروره الاجوف ولتعاليم وزير خارجيته الفاشل بومبيو ويتلقى صفعة اخرى في صراعه مع ايران، التي اثبتت للعالم اجمع حكمتها وتعاطيها المسؤول مع الاتفاق النووي، رغم انسحاب امريكا منه، وعدم التزام الجانب الاوروبي به، وهو ما تسبب بالهزيمة التي منيت بها امريكا امس في مجلس الامن، بعد ان تركها العالم والاوروبيون وحيدة مع الدومنيكان.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى