عربي

حسين الديراني لـ “تسنيم”: السعودية تمارس اكبر خيانة علنية للقضية الفلسطينية.. لاستعادة الأرض يجب ان تكون المقاومة شعبية ومسلحة

قال الكاتب والناشط الاعلامي “حسين الديراني” ان السعودية تحاول اليوم قيادة العالم العربي نحو “فرض التطبيع مع الكيان الصهيوني”، مؤكدا ان سياستها التطبيعية مع كيان الاحتلال تعتبر “اسوأ بكثير من الدور الذي لعبه انور السادات في الثمانينات من القرن الماضي”.

– الأخبار الشرق الأوسط –

واوضح الخبير في شؤون الشرق الاوسط حسين الديراني في حوار خاص مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء على اعتاب الذكرى السنوية الـ 41 لانطلاق فعاليات يوم القدس العالمي في أخر جمعة من شهر رمضان في كل عام ( يوم الجمعة القادم ) والذي اعلنه مؤسس الثورة الإسلامية في إيران الإمام الخميني الراحل (رض) ابان انتصار الثورة الإسلامية في عام 1979، اوضح ان احياء يوم القدس العالمي يعتبر “تجديد لرفض الظلم والاحتلال والعدوان الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني منذ 72 عام”.

ونوه الديراني أن المقاومة الشعبية مطلوبة في تحقيق الصمود في الارض، لكن وحدها لا تستطيع ان تحقق الهدف في خدمة القضية الفلسطينية، مشيرا الى أن المقاومة المسلحة المشروعة والتي هي حق مكفول في الامم المتحدة، هي التي يمكن ان تخلص الشعب الفلسطيني من سياسة الاحتلال والعدوان التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد هذا الشعب.

وفي مايلي نص الحوار مع الكاتب والناشط الاعلامي والخبير في شؤون الشرق الاوسط حسين الديراني:

تسنيم: ما هي السبل والانشطة الانجح لاحياء ذكرى يوم القدس العالمي هذا العام في ظل انتشار جائحة كرونا في العالم؟

 الديراني: احياء ذكرى يوم القدس العالمي الذي اعلنه الامام الراحل السيد روح الله الموسوي الخميني رضوان الله عليه يوما للقدس العالمي، ويوما للمستضعفين في العالم في هذا العام يختلف كليا عن بقية الاعوام، حيث كانت المسيرات المليونية تجوب الشوارع في طهران وصنعاء وفلسطين وكل عواصم العالم، وتعقد الندوات في القاعات العامة، والمراكز الاسلامية والاجتماعية، إختلاف الأحياء هذا العام جاء بسبب انتشار جائحة كورونا في جميع انحاء العالم، وفرض حظر على التجمعات تفاديا لانتشار الوباء القاتل بنسبة معينة.

لهذه الاعتبارات، تم ابتكار وسائل متعددة لاحياء هذه المناسبة المهمة، منها عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتوفرة، والتي بالامكان انشاء غرفة خاصة عبر تطبيق ” زوم ” الذي خصص للتواصل بين المدارس والجامعات والطلاب، يدعى اليها 100 شخص في وقت واحد معين يتم تحديده، وهذا ما سنقوم به في استراليا لاحياء ذكرى يوم القدس العالمي، فجائحة كورونا لن تمنعنا من تأدية واجبنا الديني والاخلاقي والانساني إتجاه القضية الفلسطينية العادلة.

تسنيم: هناك من يقلل من أهمية يوم القدس ويعتبره مجرد مسيرة لا أكثر وهناك من يعتبره استفتاء عام تشارك فيه معظم شعوب الأمة الاسلامية كل عام ليجددو رفضهم استمرار احتلال الاراضي الفلسطينية ويؤكدو من خلاله على تحرير هذه الارض ومقدساتها من غاصبيها، انت كيف تفسر أهمية هذا اليوم؟

 الديراني: بالتأكيد نحن نؤكد على اهمية احياء هذا اليوم، لانه تجديد لرفض الظلم والاحتلال والعدوان الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني منذ 72 عام، بالامس كانت ذكرى النكبة ليس للشعب الفلسطيني فقط، بل نكبة للامة الاسلامية والعربية، كانت ذكرى تشريد الشعب الفلسطيني عن ارضه، وارتكاب المجازر الصهيونية بحق الكبار والصغار والاطفال، واحتلال الارض، واستباحة المقدسات. كما نرى احياء هذا اليوم واجب على كل مسلم ومسلمة، وكل انسان شريف في هذا العالم.

تسنيم: كيف تصف دعم أمريكا للكيان الصهيوني لاحتلال القليل المتبقي من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وذلك من خلال اعلان واشنطن استعدادها الاعتراف بـ “السيادة” الإسرائيلية على أي اراضي يصادرها الكيان الصهيوني مستقبلا في الضفة الغربية؟

 الديراني: الادارة الامريكية هي جزء بل هي الكل في كل ما يصيب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والاسلامية من مآسي ونكبات متواصلة منذ احتلال فلسطين من قبل العصابات الارهابية الصهيونية، فمن الطبيعي ان تكون امريكا هي التي تدعم الكيان الصهيوني ماديا وعسكريا وسياسيا لتوفير استمرارية بقائه كغدة سرطانية في وسط العالم العربي والاسلامي، لكن غير الطبيعي استسلام الحكومات العربية والاسلامية لهذه الهيمنة والغطرسة.

وسوف تستمر الادارة الامريكية بدعم الكيان الصهيوني في كل فرصة متاحة لهذا الكيان للسيطرة على ما تبقى من الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، ولا تعير اي اهتمام للدول والشعوب المعارضة، وتضرب حتى قرارات الامم المتحدة بعرض الحائط. ولا يمكن وصف ذلك الا بالعدوان والهيمنة والتسلط والارهاب.

تسنيم: كيف تصف ارادة الشعب الفلسطيني بالاصرار على تطهير جميع أراضيه من الاحتلال الصهيوني بعد مضي أكثر من 72 عاما على هذا الاحتلال؟

 الديراني: الشعب الفلسطيني عُرف بشعب الجبارين، شعب مقاوم متمسك بأرضه وحقه في العودة الى وطنه وارضه، ويمارس حقه الطبيعي في المقاومة بكل السبل لطرد المحتل، واستعادة ارض فلسطين كاملة غير منقوصة، واعتماد الكيان الصهيوني على مرور الزمن، ونسيان الشعب الفلسطيني لقضيته اثبتت فشله، فاليوم الشعب الفلسطيني كله، ومعه كل الاحرار في العالم من مسلمين وغير مسلمين يعملون على مساعدة الشعب الفلسطيني في تحقيق حلمه للعودة الى فلسطين وازالة الاحتلال.

تسنيم: هناك من يدعو الى مقاومة شعبية وهناك من يدعو الى مقاومة مسلحة في فلسطين، اين من هاتين المقاومتين تمكنت أن تخدم اهداف الشعب الفلسطيني؟

 الديراني: المقاومة الشعبية مطلوبة في تحقيق الصمود في الارض، لكن وحدها لا تستطيع ان تحقق الهدف في خدمة القضية الفلسطينية، المقاومة المسلحة المشروعة والتي هي حق مكفول في الامم المتحدة التي يسمح بها لاستخدام القوة لازالة الاحتلال والعدوان. وتفعيل هاتين المقاومتين سويا يمكن ان تحقق الاهداف المرجوة في استعادة الارض وازالة العدوان وردعه.

تسنيم: هل صحيح أن السعودية أخذت اليوم على عاتقها الدور الذي لعبتة مصر انور السادات في الثمانينات من القرن الماضي وذلك من خلال محاولاتها الاخيرة الساعية لشرعنة التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني؟

 الديراني: ما تفعله السعودية اليوم وتمارسه على الارض هو اسوأ بكثير من الدور الذي لعبه انور السادات في الثمانينات من القرن الماضي، السعودية اليوم تقود العالم الاسلامي والعربي لفرض التطبيع مع الكيان الصهيوني، وليس فقط لشرعنته، اليوم تطلق كل ما تملكه من اسطول اعلامي، واعلاميين، وفنانين، وكتاب، ورجال دين خدمة لهذا المشروع التطبيعي، والذي هو جزء من تطبيق صفقة العار ” القرن “، اننا نشاهد اكبر خيانة علنية للقضية الفلسطينية يمارسها الكيان السعودي الذي يسيطر عليه اليوم ويتحكم به ولي العهد محمد بن سلمان.

تسنيم: هل باعتقادك أصبح الكيان الصهيوني كيانا مقبولا من قبل شعوب الدول التي عقدت سلاما مع هذا الكيان كـ مصر والاردن ام ان شعوب هذه الدول لا تعترف اساسا وبعكس انظمتها بشرعية كيان احتل أراضي دولة عربية وإسلامية وشردها أهلها في شتى بقاع الأرض؟

 الديراني: حسب استطلاعنا ما زالت الشعوب العربية بغالبيتها العظمى ترفض الاحتلال، وتقاوم التطبيع خلافا للانظمة العربية التي عقدت علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، لكن رصدنا اراء شعوب دول الخليج (الفارسي) ليتبين ان فئة منهم يخضعون لولاة امرهم، ويظهرون حماسا للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ويعلنون عن عدائهم لفلسطين وشعبها، كما يمارسون هذه الكراهية والعداء للجمهورية الإسلامية الايرانية والمقاومة وشعبها، كما يرغب حكام هذه الدول المهيمن عليها من قبل الصهيونية العالمية، هذه الفئة من الشعوب مضللة ومستعبدة وتتقبل كل انواع الذل والمهانة من الكيان الصهيوني والادارة الامريكية التي يتحكم بها اليوم الارعن المعتوه دونالد ترامب.

/انتهى/

المصدر : وكالة تسنيم للأنباء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى