هل ستخوض مصر حربا في اثيوبيا او ليبيا؟

العالم – الخبر واعرابه

الخبر: اعلن وزير الري والمياه والطاقة الاثيوبي سيليشي بقلي، اليوم الاربعاء عن بدء عملية تعبئة سد النهضة.

الاعراب :

-رغم ان الخلافات التاريخية بين مصر والسودان واثيوبيا فيما يخص استغلال مياه نهر النيل وصلت الى مرحلة حساسة نظرا لاعلان وزير المياه الاثيوبي اليوم عن بدء عملية تعبئة سد النهضة، ولكن يبدو ان الحكومة الاثيوبية تحاول من خلال استثمار عملية استعراض العضلات القائمة بين مصر وتركيا حول ليبيا تحقيق حلمها التاريخي. وفي حال اصرار اثيوبيا على موقفها الراهن فانها ستتحول الى اكبر مصدر للكهرباء في القارة الافريقية وسابع اكبر البلدان من حيث امتلاك محطات توليد الكهرباء في العالم.

-في المقابل فان مصر التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة ستتكبد خسائر جسيمة لا يمكن تعويضها في مجالات توليد الكهرباء والزراعة والصناعة وايصال المياء لاكثر من مائة مليون نسمة.

-في الواقع، بعد الاعلان الذي ادلى به وزير الري الاثيوبي اليوم، يمكن التخمين بان تخمد فورة التهديدات المصرية بشان التواجد في ساحة الحرب مع تركيا في “سرت” الليبية، وفي مثل هذه الحالة فلا يمكن استبعاد تعزيز قدرات حكومة الوفاق الليبية المدعومة تركيا وتشديد عزيمتها على استعادة سرت من حكومة خليفة حفتر. يشار الى ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان قد اطلق قبل اسبوعين في مؤتمر صحفي عقده على الحدود الغربية لبلاده، هدد تركيا وحكومة السراج بان بلاده تعتبر سرت خطا احمر.

-في حين يرى المحللون ان التهديدات التي اطلقتها مصر بشان ليبيا جاءت بتحريض سعواماراتي، يبدو انه بعد هذا يجب الترقب لرؤية السياسة التي سيتبعها البلدان لتقويم السياسة الاثيوبية، وما هو المخطط الذي سيتبعونه لاستمرار سياساتهم التدخلية في القارة الافريقية في ضوء هذه الازمة.

– مما لاشك فيه ان مصر وبتحريض سعواماراتي اقحمت نفسها في هذه اللعبة التي ليس لم تحقق لها اي شيء فحسب، بل قدمت فرصة ثمينة لمنافستها التاريخية لتستغلها على أفضل وجه وتعوض عمّا فاتها.