عربي

تفاقم الأزمة المالية في تونس ترعب ‘أوروبا’..لماذا؟!

 اعتبر محللون أن الاهتمام اللافت للمسؤولين الأوروبيين بتونس على خلفية وضعها المالي الصعب، يعكس رغبة في مساومتها بملف الهجرة، مقابل تيسير حصولها على قرض من صندوق النقد الدولي.

العالم – تونس

وحذر مسؤولون أوروبيون من انهيار تونس وتداعيات ذلك على تدفقات المهاجرين إلى السواحل الإيطالية وسط عجز الحكومة التونسية عن التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 1.9 مليار دولار، فقاموا بمساومتها للقرض من صندوق النقد الدولي مقابل الحد من الهجرة غير الشرعية.

ودعا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، يوم أمس الإثنين، الجميع إلى التحرك من أجل حصول تونس على قرض صندوق النقد الدولي، محذرا من ترك تونس تسقط بيد الإخوان المسلمين بحسب تعبيره.

وأبدى مسؤولون أوروبيون اهتماما بالغا بالوضع في تونس في الأيام الأخيرة، مؤكدين أن تنسيقا يجري بينهم من أجل الدفع نحو إنقاذ البلاد من خلال حصولها على قرض صندوق النقد الدولي.

وقال المحلل السياسي محمد بوعود إنّ “الأوروبيين يساومون تونس بالقرض من صندوق النقد الدولي مقابل الحد من الهجرة غير الشرعية، وهم يعرفون أن الوضع الاقتصادي في تونس لم يعد يحتمل رغم أنه لا يصل حد الانهيار كما يقولون”.

وأضاف بوعود، أنّ “أولوية الاتحاد الأوروبي هي منع وصول المهاجرين إلى حدوده وليس إنقاذ تونس، إذ يواصل الاتحاد كما الولايات المتحدة اشتراط الموافقة على الإصلاحات الموجعة لدعم ملفها أمام صندوق النقد الدولي”.

وأكد بوعود أنّه “حتى التطورات السياسية لا تعني كثيرا للاتحاد الأوروبي بل ما يعنيه هو صد موجات الهجرة المتوقعة لذلك هم يساومون تونس بالحصول على قرض من صندوق النقد، مقابل التعهد بمنع وصول المهاجرين إلى السواحل الإيطالية والبدء في تنفيذ حزمة الإصلاحات التي قد لا توافق عليها السلطات التونسية لأنها تحمل في طياتها بوادر توترات مجتمعية”.

ومن جانبه، اعتبر الصحفي والمحلل السياسي نزار مقني، أنّ “تونس هي التي تخلت عن قرض صندوق النقد الدولي، لأنها تراهن على استعادة الأموال عبر آلية الصلح الجزائي داخليًّا التي تقدر بـ 13 ألف مليار”.

وأكد مقني، أن “هناك مستويات للتعامل الأوروبي مع تونس، الأول متعلق بالضغوط الاقتصادية على تونس التي يرى الاتحاد أنها قد تكون سببا في تزايد الهجرة غير النظامية، وبالتالي مشكل الهجرة هو الذي يجعل الاتحاد الأوروبي يبحث عن حل للإشكال الاقتصادي في تونس”.

وأضاف مقني أنّ “المستوى الثاني عندما كان ينظر الاتحاد الأوروبي إلى الوضع السياسي في تونس على أنه إشكال ديمقراطي لكن هذا لم يعد أولوية الاتحاد لأن الأولوية أصبحت اقتصادية باعتبار أنها مرتبطة بالهجرة، والأزمة السياسية وإشكال الانتقال الديمقراطي ليس أولوية وهو ما يؤكد التعامل البراغماتي الأوروبي مع الوضع في تونس” وفق قراءته.

ومن جهته، قال الناشط السياسي التونسي المقيم في إيطاليا، مجدي الكرباعي إن “إيطاليا وأوروبا همهم الوحيد هو الحد من المهاجرين وقدومهم إلى السواحل الإيطالية، لهذا السبب يريدون إنقاذ تونس من هذه الأزمة”.

وأكد الكرباعي في تدوينة نشرها على صفحته على “فيسبوك”، أن “تونس استخدمت ورقة الهجرة للحصول على هذه المساعدات، في انتظار تطبيق برنامج جورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية في شمال أفريقيا وجعل هذه الدول مثل تونس نقاط حدودية متقدمة يقع تجميع المهاجرين وترحيلهم إليها” وفق تعبيره.

واستنتج الكرباعي، وهو نائب سابق في البرلمان أن “دور إيطاليا ومساعدات أوروبا لن تكون دون مقابل، والمقابل هو جعل تونس نقطة ساخنة لتجميع المهاجرين وترحيل المهاجرين إليها”.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى