عالمي

زيارة خالد لواشنطن.. اعادة رسم للعلاقة أو تذلل جديد للحماية؟

بأقل الترتيبات وأضعف المراسم الاستقبالية، وصل خالد بن سلمان شقيق ولي العهد السعودي ونائبه في وزارة الدفاع إلى العاصمة الامريكية واشنطن، في زيارة طبلت لها الرياض وزمّرت كثيرا، وقدمتها على أنها انجاز جديد لادارة النظام السعودي وحاكمه الفعلي محمد بن سلمان، على أنها إعادة ترسيم العلاقة مع امريكا.

العالم – كشكول
التلميع الممنهج للزيارة عبر الاعلام السعودي، لم يلق مماهاة من الاعلام الامريكي، ولا حتى من قبل المسؤولين الامريكيين في ادارة الرئيس جو بايدن، فعلى مستوى اللقاءات التي شابتها اسئلة عدة بعد حضور وزراء ومسؤولين في الادارة الامريكية لاجزاء من لقاءات (المبعوث السعودي) في واشنطن، فعلى سبيل المثال، حضر وزير الدفاع الامريكي لويد أوستن لبضع لحظات فقط من اجتماع خالد مع نائب أوستن للشؤون السياسية كولين كال، وهو أمر تعمّدت البيانات الأميركية الإشارة إليه، ربما لتقديم رسالة للرياض مفادها أن هذه اللقاءات قد لا تقدم شيئا ولا تؤخر، لا سيما في ظل ازدياد الضغوط الداخلية الامريكية على الادارة الجديدة لضرورة رسم علاقات جديدة مع الرياض، في ظل الملفات والقضايا المتعلقة بادارة ابن سلمان، والتي باتت محط انتقاد امريكي، من ملفات حقوق الانسان المنتهكة في المملكة، والتي بات من الصعب على حلفائهم في واشنطن تغطيتها والتستر عليها، أو العدوان على اليمن ومآلاته، والوجود العسكري الامريكي في المنطقة، والتي تعمل واشنطن –سواء كانت مرغمة او لا- على وضع حد له ولاشكالاته ومشاكله التي باتت تؤرق الامريكيين، وختاما المعارضة السعودية –الكبوتة والمقموعة في السجون- في الداخل، أو -الملاحقة والمهددة بالتصفية والاغتيال- في الخارج، وارتفاع اصوات هذه المعارضة وازدياد تأثيرها لا سيما في الداخل الامريكي.

ملفات كثيرة وحساسة طرحت خلال الزيارة بعضها ذكرناه اعلاه، اضافة الى رغبة واشنطن الجامحة في خفض اسعار النفط، ولكن هل ستتمكن السعودية من ترويض الحليف الامريكي عبر الاستفادة من تعطشه الشديد للنفط، أم أن امريكا ستتمكن اخيرا من مداواة مرض حب النفط والطاقة، على حساب ملفات وقضايا داخلية قد تعتبرها أكثر إلحاحا؟.

ما يبدو من طريقة استقبال (المبعوث السعودي) في واشنطن، والتي خلت من أي مراسم تشريفية، وكذلك انسحاب جزء لا بأس به من قواتها في السعودية، وعلى رأسها منظومتي الباتريوت وثاد، التي كانت تعول عليهما الرياض كثيرا في منع وصول الصورايخ والمسيرات اليمنية إلى عمقها الحساس؛ ربما هي سلوكيات امريكية توضح أهداف الزيارة الحقيقية، وهي ان الرياض التي توعدت سابقا بتنويع مصادر دعمها وحمايتها، ليست جادة في ذلك، وها هي اليوم تعود لاستجداء الامريكي للوقوف الى جانبها وحمايتها، لا سيما بعد حالة التوتر التي شهدتها علاقاتها مع اهم حليف لها في الخيج الفارسي وهي الامارات، ويقينها (أي السعودية) أنه من دون الحماية الامريكية، قد لا تتمكن من المضي قدما في ظل العداوات التي خلقتها لنفسها بين بلدان المنطقة، عبر محاولتها فرض سياسة الهيمنة والوصاية السعودية على ادارات وحكومات هذه البلدان، وما انعكس من نفور واستهجان للرياض في الوسط الشعبي لدى هذه البلدان.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى