عربي

بعض إرتدادات زلزال نصرالله

لم تكن وكالة انباء رويترز البريطانية بحاجة الى ان تنفي ما نقلته عن “مسؤولين اسرائيليين”، من ان “تل بيب لن تسمح بمرور السفينة الايرانية الى لبنان مهما كلف الامر”، فإعلان سفيرة امريكا في لبنان دوروثي شيا عن قرار الإدارة الأمريكية مساعدة لبنان للحصول على الطاقة، هو نفي عملي لتهديدات “اسرائيل” الفارغة.

العالم – كشكول

ان ما نقلته رويترز عن “الاسرائيليين” كان صحيحا، الا انه وبضغط امريكي تم نفي كل تلك التصريحات، بعدما أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنه “من لحظة إبحار السفينة ستعتبر أرضاً لبنانية” وتحذيره من ارتكاب اي خطأ مع حزب الله.

لو كانت امريكا و”اسرائيل” تتجرآن على مهاجمة السفينة الايرانية، لما فضحت السفيرة الامريكية دور بلادها في خنق لبنان واذلال شعبه من اجل عيون “اسرائيل”، باعلانها السماح بنقل الكهرباء والغاز الى لبنان وعبر سوريا!!، وكذلك حديثها عن وجود ناقلات نفط تنتظر دورها لان ترسو في الموانىء اللبنانية، فهذا الاعلان بالاضافة الى انه يكشف دور امريكا الاجرامي والخبيث ضد الشعب اللبناني، يكشف ايضا عن قوة لبنان المتمثلة بوجود المقاومة التي فضحت امريكا وعملائها في الداخل اللبناني، وقلبت طاولة مخططاتهم على رؤوسهم.

حديث “المسؤولين الإسرائيليين” لرويترز حول عدم سماحهم بمرور السفينة إلى لبنان، وكذلك حديثهم عن “أيام ساخنة على جبهة المتوسط”، تبخر بكلمة واحدة من سيد المقاومة، وابتلع هؤلاء “المسؤولون” السنتهم وتهديداتهم، وظهرت سفيرة امريكا في وضع مبهرج بائس.

اين كانت سفيرة امريكا، ولبنان يشهد إقفالاً عاماً لمحطات المحروقات، باستثناء عدد قليل منها، تقف أمامها طوابير من السيارات لتعبئة الوقود، بينما أُطفئت معظم مولدات الكهرباء في المراكز التجارية بسبب الشحّ في مادة المازوت، فيما أطلقت بعض المستشفيات الصرخات لإنقاذها. بينما كان “الاسرائيليون” يتحدثون عن ان كيانهم في حالة تأهب تامة ، للتعامل مع لحظة انهيار لبنان وتلاشيه!!.

مشكلة امريكا في لبنان، هي انها تتعامل مع عقلية عبقرية جبارة ، كعقلية السيد نصرالله، كتعاملها مع الحكام العرب والمشتغلين لديها داخل لبنان، وهو ما يفسر كل هذا التخبط الفاضح لسفيرتها في لبنان، التي اعتادت ان تتعامل مع الاخرين انطلاقا من فكرة انهم بلا كرامة، وهي فكرة اثبت اللبنانيون، عدا من باعوا كرامتهم بحفنة دولارات النفط القذرة، خطأها، لاسيما بعد مفاعيل الموقف الحازم والحاسم لسيد المقاومة، في إستيراد النفط من ايران، وانقاذ لبنان من المخطط الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، حيث فاجأ النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة رئيس حزب القوات سمير جعجع، سيزار معلوف الجميع، بترحيبه بالسفينة الايرانية لانها ستحل مشكلة الشعب اللبناني ، بينما يقود رئيس حزبه جعجع، حملة ضد السفينة الايرانية، لانها تخرق السيادة اللبنانية!!.

معلوف لم يكتف بالترحيب بالسفينة الايرانية، فقد اعتبر “التعليقات الإسرائيلية حول سفينة المساعدات القادمة من إيران إلى لبنان، هي خرق لسيادتنا”، واضاف “إذا باعنا حلفاؤنا العرب والغرب فهل ممنوع علينا قبول مساعدات من إيران؟”. مؤكدا على ان “أي مساعدة غير مشروطة للشعب اللبناني نقبلها، وإيران لا تفرض شروطها على أحد”.

وحول مبادرة السفيرة الأميركية في لبنان، رد معلوف عليها بشكل لاذع اذ قال:”صح النوم.. تأخرت كثيراً.. فلبنان يغرق منذ زمن.. في هذه الأزمة يتبين من هو العدو ومن هو الصديق للبنان.. فالصديق هو من يساعد بلدنا”.

هذه المواقف هي بعض ارتدادت زلزال السيد نصرالله، وهو زلزل، وان كان دمر ما بناه التحالف الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، الا انه اخرج بالمقابل الحقيقة الناصعة من مكامن الشخصية اللبنانية، التي لا ترى معنى للحياة دون كرامة، لذلك كان اول تعليق لمعلوف حول الانباء التي تحدثت عن استغناء حزب جعجع عنه بعد مواقفه الاخيرة”لو رأيت الجميع ضدّك والألوان غير لونك والكلّ يمشي عكسك لا تتردد، امش وراء ضميرك وتمسّك بمبادئك، ولا تأبه لهم حتى وإن أصبحت وحيداً، لا تتردد، فالوحدة أفضل من أن تعيش عكس نفسك لإرضاء غيرك ، بين كرامة الإنسان وإذلاله وموقعي النيابي، أختار الكرامة”.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى