عالمي

موسكو تحذر تركيا من ‘زعزعة الاستقرار’ في سوريا

حذر الكرملين تركيا اليوم الثلاثاء من “زعزعة الاستقرار” في شمال سوريا حيث شنت أنقرة عدة غارات جوية على مسلحين أكراد، غداة طرح إردوغان احتمال إطلاق عملية برية في الأراضي السورية.

العالم – روسيا

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين “نفهم مخاوف تركيا المرتبطة بأمنها … لكن في الوقت عينه، ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي مبادرة يمكن أن تؤدي إلى زعزعة خطيرة للوضع العام”.

وكانت أعربت روسيا في وقت سابق الثلاثاء عن أملها في أن تتحلى تركيا بـ”ضبط النفس” وأن تمتنع عن “أي استخدام مفرط للقوة” في سوريا، وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف للصحافيين “نأمل في إقناع زملائنا الأتراك بالامتناع عن أيّ استخدام مفرط للقوة على الأراضي السورية” وذلك من أجل “تجنب تصعيد التوترات”.

وأدلى المسؤول الروسي بتصريحه هذا في أستانا عاصمة كازاخستان حيث يُعقد اجتماع ثلاثي روسي-تركي-إيراني بشأن سوريا.

وأضاف أن “روسيا تبذل منذ أشهر (…) كل ما بوسعها لمنع أي عملية برّية واسعة النطاق” ضد سوريا.

وناشد المسؤول الروسي أنقرة “مواصلة العمل مع جميع أصحاب المصلحة لإيجاد حل سلمي (..)، بما في ذلك للقضية الكردية”.

وأتى تصريح لافرنتييف بعيد تلويح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان باحتمال شن “عملية برية” في سوريا، وذلك غداة سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع للأكراد في سوريا والعراق.

وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا أعربت عن “قلقها” إزاء الغارات الجوية التي شنتها تركيا ليل السبت-الأحد ضدّ مواقع كردية في سوريا والعراق، مناشدة أنقرة “ضبط النفس”.

ومن جهتها أعربت الولايات المتحدة عن معارضتها لأي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا.

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الاثنين إن الولايات المتحدة تعارض أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا، مضيفا أن واشنطن أبلغت أنقرة ببواعث قلقها الشديدة من تأثير مثل هذا الهجوم على هدف محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال المتحدث في ردود بالبريد الإلكتروني على أسئلة “طالبنا تركيا بعدم القيام بمثل هذه العمليات، مثلما طالبنا شركاءنا السوريين بعدم شن هجمات أو التصعيد”.

وأضاف المتحدث “نواصل معارضة أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا أو ينتهك سيادة العراق من خلال أعمال عسكرية غير منسقة مع الحكومة العراقية. ونعارض أيضا الهجمات الأخيرة على جنوب تركيا التي ذكرت تقارير أنها أدت إلى مقتل عدة مدنيين”.

بدورها، ناشدت الحكومة الألمانية تركيا الردّ بطريقة “متكافئة” على الهجمات التي تستهدفها.

وتسعى قوات سوريا الديموقراطية إلى وقف التصعيد التركي ضدها عبر التواصل مع واشنطن وموسكو بعد غارات أنقرة وتهديداتها بشن هجوم بري جديد في مناطقها، وفق ما قال قائدها العام مظلوم عبدي لوكالة فرانس برس.

ووصف عبدي موقف كل من واشنطن، الداعم الرئيسي لقواته وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية، ودمشق، التي قتل عدد من عسكرييها جراء الغارات التركية، بـ”الضعيف”.

وقال عبدي لفرانس برس عبر الهاتف من بيروت “تتركز مساعينا الأساسية حالياً على خفض التصعيد من قبل الطرف التركي، وسنفعل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق ذلك من خلال التواصل مع جميع المعنيين في الملف السوري”، في إشارة إلى الأميركيين والروس.

وقال عبدي “أعلنا مرارا أن لا علاقة لنا بما حدث في اسطنبول بأي شكل من الأشكال”، متهما تركيا باستخدامه “حجة”.

ودعا عبدي واشنطن، التي تنشر قوات في المنطقة ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، إلى أن “يكون لها موقف أكثر حزما يمنع على الأقل استهداف المدنيين”.

وقال “تفاجأنا بالموقف الضعيف جداً من حكومة دمشق” التي اكتفت بالإعلان عن مقتل “عدد” من عسكرييها قال المرصد السوري إن عددهم بلغ 16 قتيلاً.

وشدد عبدي “لدينا استعدادات للدفاع عن المنطقة، لكننا نطلب من جميع الأطراف سواء الاميركيين أو الروس أن يفوا بالتزاماتهم” بمنع هجوم جديد.

واعتبر عبدي أن هدف تركيا هو “احتلال الشريط الحدودي بأكمله بعمق 30 كيلومتراً بحجة إنشاء منطقة أمنة تكون ورقة للحفاظ على نفوذها في سوريا”.

وأطلقت تركيا عمليتها العسكرية الجوية المحدودة هذه بعد أسبوع على اعتداء بعبوة ناسفة في اسطنبول أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح.

واتهمت أنقرة كلًا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية بالوقوف خلفه. لكن الطرفين نفيا أي دور لهما بالاعتداء.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى