عالمي

هل على العالم أن يصدق أمريكا بعد اليوم؟

رغم ان تاريخ المسؤولين الامريكيين مع الكذب وقلب الحقائق حتى البديهية منها، تاريخ طويل، الا انهم تمكنوا وبشكل ما من تسويقه الى الاخرين كـ”حقيقة”، بسبب تكرار جميع مسؤوليها لـ”الكذبة” مع اختلاف طفيف في بعض جوانبها لاضفاء مسحة من “الموضوعية” عليها، وكذلك بسبب امتلاك امريكا لامكانيات اعلامية ضخمة تستخدمها لقصف العقول من اجل دفعها ، لاستسلام والقبول بـ”الكذبة”.

العالم – يقال ان

يبدو ان فيروس كورونا الذي اصاب امريكا بهذا الشكل الفظيع الذي نراه اليوم، اصاب ايضا القدرات الامريكية على فبركة الاكاذيب وتسويقها على انها حقائق، فلم يعد بإمكان المسؤولين الامريكيين تكرار ذات الكذبة لتحويلها على “حقيقة” بعد ان شتت الفيروس جمعهم وافقدهم القدرة على التفكير بالكلام قبل التفوه به، فانكشف كذبهم بشكل فظيع وغير مسبوق الى الحد الذي باتوا في دائرة السخرية الدائمة لـ”الاخر” الذي كانوا يسخرون منه في السابق باكاذيبهم المُعلبة.

بعد ان تجاوز عدد الوفيات في امريكا اكثر من 71 الفا، واقترب عدد المصابين من مليون و300 الف، والحديث الذي كثر هذه الايام عن وجود مقابر جماعية في امريكا لضحايا كورونا، وموت أمريكي واحد كل 44 ثانية، من دون ان تلوح في الافق اي بوادر تؤكد ان الوباء بات تحت السيطرة او انه ينحسر، او ان المختبرات الامريكية باتت قريبة من اكتشاف لقاح لكورونا، كل ذلك كشف وبشكل صارخ عن سوء ادارة مريع في امريكا، وهو ما لم يكن يتوقعه حتى اكثر الناس مناهضة لامريكا في العالم، فمن الصعب ان يخطر ببال هؤلاء ان يصل سوء الادارة، في هذا البلد الذي ما انفك رئيسه الارعن يزعم ليل نهار قيادته للعالم، الى هذا الحد من الانحدار حيث تتعفن فيه جثث ضحايا الفيروس في داخل شاحنات مركونة في الشوارع، بينما يرتدي الممرضين اكياس القمامة!.

الرئيس الامريكي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، لم يجدا من سلاح لمواجهة الفضائح التي كشفت عورتهما امام الراي العام الامريكي والعالمي وباتت تهدد حظوظ ترامب في البقاء في البيت الابيض لاربع سنوات اخرى، ، الا الاكاذيب، الا انهما لسوء حظهما، كانت اكاذيب صارخة الى الحد الذي لم يكررها معهما باقي المسؤولين الامريكيين، ولم تجد لها صدى في وسائل الاعلام الامريكية، فاصبحت روائح فضائح ترامب النتنة تزكم الانوف .

على سبيل المثال لا الحصر نقف امام “كذبة” ترامب والتي كررها وزير خارجيته الثرثار بومبيو وبشكل لافت، وهي “كذبة” ان الصين هي التي تقف وراء “صناعة” فيروس كورونا، بل ان بومبيو ذهب الى ابعد من ذلك عندما اكد وبشكل قاطع انه “يمتلك ادلة هائلة” على ان الصين هي التي صنعت كورونا في مختبر في مدينة ووهان، ولم يقدما، لا ترامب ولا بومبيو، لحد الان اي معلومة ولو صغيرة عن تلك “الادلة” الهائلة لكذبتهما هذه.

اللافت ان كذبة ترامب بومبيو تتمحور حول وحود عامل انساني وراء فيروس كورونا، فيما اتفقت اغلب المراكز العلمية في امريكا على ان فيروس كورونا هو فيروس طبيعي وليس من صنع البشر، وهناك بعض المراكز والشخصيات العلمية لم تقطع رايا بعد في هذا الشان واكدت ان الموضوع بحاجة الى المزيد من الابحاث والتحقيقات.

الضربة القوية التي وجهت الى كذبة ترامب بومبيو جاءت من وكالة الاستخبارات الامريكية نفسها التي اكدت في تقرير لها انها لا تمتلك اي ادلة على وجود عامل بشري وراء ظهور فيروس كورونا حتى لو كان اول ظهور له في الصين، فجاء في التقرير ما نصه:” ان أجهزة المخابرات تتفق مع الإجماع العلمي الواسع النطاق بأن فيروس كوفيد-19 لم يصنعه إنسان ولم يتم تطويره جينيا”.

اهمية تقرير وكالة الاستخبارات الامريكية تكمن في انه جاء بعد معلومات كشفت عنها صحيفة نيويورك تايمز عن ضغوط مارسها مسؤولون أمريكيون على الاستخبارات للبحث عن أدلة تدعم “كذبة” ترامب بومبيو من أن مصدر كورونا مختبر في ووهان الصينية، ونقلت الصحيفة عن محللين استخباراتيين قولهم إن الضغوط من شأنها تشويه عمليات التقييم حول مصدر الفيروس.

الضربة الثانية القوية التي وجهت الى مسعى ترامب لالقاء اللوم على الصين ولادلة بومبيو “الهائلة” جاءت من وزارة الدفاع الأمريكية نفسها ، والتي اعلنت على لسان رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال مارك ميلي، انها لا تعرف أين ظهر فيروس كورونا وما إذا تم تطويره في مختبر بمدينة ووهان!.

على العالم ان ينظر بعين الشك والريبة الى كل ما يصدر من تصريحات عن المسؤولين الامريكيين بعد ان انكشف كذبهم وخداعهم ودجلهم بهذا الشكل الصارخ، وعليه الا يمر مرور الكرام من امام أكاذيبهم، التي قد تؤدي في اي لحظة الى حروب وكوارث.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى