عربي

“الفتنة” بدأت منذ عام 2016 في الأردن

تشير تسجيلات صوتية وتسريبات وقرائن لها علاقة بملف الفتنة الأردني المعروض حاليا بين يدي سلطة القضاء الى دور محوري للمدعو الشريف حسن بن زيد في إيصال وتبادل الرسائل مع ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين فيما لا تكشف تسريبات تمكّنت “رأي اليوم” من الاطلاع على بعضها عن دور فاعل ونشط للمتهم الأبرز في قضية الفتنة رئيس الديوان الملكي الأسبق الدكتور باسم عوض الله.

العالم – الأردن

بدا لمستشاري غرفة المراقبة أن المتهم بن زيد الذي اعترف امام المحكمة المنعقدة سرا بتهمة تعاطي المخدرات كان أقرب لـ”ناقل رسائل” بين عوض الله والأمير حمزة لا بل في الكثير من التفاصيل يحفز ويحرض الأمير على التحرك لتلبية ما وصف رسميا بطموحاته في الادارة العليا للدولة، الأمر الذي يجعل بن زيد من الابطال الرئيسيين في سلسلة الاتهامات والجرائم بملف الفتنة.

ما لم يتّضح بعد الطريقة التي جعلت الشريف بن زيد مصدرا مقربا ووثيقا جدا من الثنائي حمزة – عوض الله فكلاهما حسب التسريبات ينقل الرسائل عبره ويتبادلانها.

في تلك التسريبات كان بن زيد يطلق ” اسما مستعارا ” على عوض الله وينقل الرسائل عبر ذلك الاسم المستعار وهو “اللوب”، الأمر الذي أثار ارتياب السلطات بشكل كبير.

في واحدة من التسجيلات التي تحوّلت إلى بينة اساسية للنيابة يظهر صوت عوض الله في خلفية هاتف بن زيد وهو يتحدث مع الامير ناصحا بخصوص تغريده لها علاقة بعيد الأم ومعركة الكرامة التي تصادف في نفس اليوم وفي ذلك التسجيل تحديدا يقترح عوض الله الاشارة الى أمهات الشهداء الفلسطينيين في معركة الكرامة ضمن تغريدة الأمير.

ويبلغ مصدر مطلع بان الشبهات الاولى لمسالة الفتنة بدأت منذ عام 2016 وقد تم تنبيه القصر الملكي خطيا آنذاك بضرورة مراقبة عوض الله وبن زيد والأمير اكثر وهي معلومة يكشف النقاب عنها لأول مرة لكن لم يعرف بعد ما اذا كانت قد وردت في بينات الادعاء في المحكمة.

في التسريبات الصوتية ايضا يحرض بن زيد الامير على التحرك ويتهمه بالتردد والجبن وينقل رسائل باسم عوض الله شفويا فيما يرد الأمير بلهجة تثبت أنه يتحدث مع صديق قريب يتقبّل منه اتهامات الجبن والتردّد شارحا بأنه ليس جبانا ويحتاج لوقت أكثر لإقرار الخطوة المناسبة في التحدّث أكثر مع العشائر الأردنية.

يقر بن زيد في عدة مكالمات مع الامير بانه لا يجيد اللغة العربية ويذكر اسماء بعض الامراء في بعض المكالمات ويقترح عرض تغريدة تخص عيد الأم على عمة الملك الأميرة بسمة كما يقترح التقارب مع أمير آخر.

في الأثناء يتحدّث بن زيد ويستمع الأمير لنصائح لها علاقة بالتحرك وسط الناس والاستفادة مما حصل في مدينة السلط بعد حادثة نقص الاكسجين كما يقترح استغلال إعلان قوى 24 آذار أنها ستنزل إلى الشارع ويعرب عن تمنيه بأن يجلس وسط ابناء العشائر لاحقا وهم ينتقدون حمزة.

يقول بن زيد في محطات طريفة بأنه يشرب الشاي لكن لا يحب المنسف ويظهر وقد أخطأ في ترديد اسم بعض العشائر.

خيوط ملف الفتنة لم تظهر بعد فقد انعقدت صباح الأربعاء الجلسة الرابعة في محاكمة تعقد سِرًّا حتى الآن ويبدو أن المحكمة قرّرت عدم العلنية حفاظا على سرية المداولات وسير العدالة ووزن البينات والدلائل.

ومن المرجح أن خطة وكلاء الدفاع عن المتهمين عوض الله وبن زيد تستند إلى التشكيك بظروف تلك الأدلة الصوتية وكيفية تسجيلها وشرعية تفريغها فنيا.

وهو ما ألمح له المحامي محمد العفيف عندما صرّح بأنه قد يطلب خبراء فنّيين من الداخل أو الخارج لتقييم تلك البيّنات والأدلة الصوتية المسجلة مما يعني ضمنيا بأن تلك التسجيلات الصوتية قد تكون بمثابة الدليل الأبرز بين يدي النيابة وهو ما يفتح يفتح شهية المحامين للتشكيك بهذه الأدلّة أو السّعي بالتشكيك بتفريغها.

رأي اليوم

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى