عالمي

أي جماعة من “طالبان” حضرت اليوم إلى إيران ؟

الخبر واعرابه

العالم- الخبر واعرابه

الخبر:

اجتمعت وفود من حركة طالبان الأفغانية ومسؤولين سياسيين في طهران اليوم لمناقشة الوضع في أفغانستان.

الإعراب:

– فیما یخص طالبان اليوم یری البعض أن هذه الجماعة هي نفس الجماعة التي تشکلت قبل 20 سنة وبنفس الايديولوجيا والأهداف لکنها غيرت خطابها لاستعادة حضورها في السلطة ودون إحداث أي تغيير في طبيعتها. في المقابل یری البعض أنه قد حصل فارق طبيعي فيما بين طالبان اليوم وطالبان قبل 20 سنة، وبالطبع یستنبطون هذا من المواقف والآراء والاتجاهات الجديدة لهذه الجماعة في التعاطي مع المجتمع الدولي.

-وبقطع النظر عن أن أيا من وجهتي النظر هاتين هي الأقرب من الحقيقة الوجودية لطالبان فإن الحق أن اليوم بعثت هذه الجماعة ممثلین لها الی طهران للتباحث مع أصحاب السلطة في أفغانستان اليوم.معنی هذا أن طالبان اليوم لا تتجنب الحوار والتعاطي والتعامل رغم أسلافها. في نفس الوقت یدل مشارکة المفاوضين السياسيين الأفغان في اجتماع طهران علی أن هؤلاء أیضا لا یعتبرون طالبان عناصر فظة متصلبة ولو کان کذلك لما حضروا في مفاوضات دون جدوی.

ویری البعض أنه في حالة اختلاف الکوادر الفکرية والنخبوية لطالبان اليوم عن طالبان قبل 20 سنة فإن هيکلية طالبان ماتزال وفية بالايدیولوجيا السابقة ولهذا فإن بذل الجهود لتلطيف الأمور في أفغانستان وحل المشاکل الموجودة أمام هذا البلد هو أمر غير مجد. في المقابل فإن الآخرين لا يعتبرون سلوك هذا المسار دون جدوی وفاعلية في ظل انسحاب الأمريکان من افغانستان باعتباره إنجازا مهما إلی جانب ارهاق الشعب الأفغاني من الحروب والاضطرابات المنهکة خلال عقدين من الزمن ما يفرض ضرورة اختبار إمکانية المفاوضات بين الجماعات الأفغانية.

-یبدو انه في ظل الاهتمام بعدد من الحقائق الداخلية في أفغانستان فإنه يجب الإشادة بجهود طهران وتنمية مثل هذه الجهود. فتاريخ أفغانستان المعاصر یدل علی أنه في ظل هذه التعددية القومية الدينية الموجودة في أفغانستان ليس باستطاعة أي جماعة الاستئثار بالحکم . ثانيا إن انسحاب أمريکا من أفغانستان في حال دخوله حیز التنفیذ حتی سبتمبر الحالي ليس معناه أن أمريکا ترفع الید عن الشعب الأفغاني. الأنباء والقرائن تدل علی أن القوات الامريکية بعد انسحابها من افغانستان ستتحکم هذا البلد عبر قواعد جدیدة لها في طاجیکستان واوزبکستان. رغم ان حضور القوات الامریکیة في بعض بلدان المنطقة بنفس الهدف ليس بمستبعد.

-والحقيقة أن امریکا مهدت لبقائها في أفغانستان عن وکالة، في ضوء تعزيزها لداعش و الجماعات الارهابية قبل انسحابها من هذا البلد.ومن الطبيعي أن الجماعات الجدیدة لن ترضخ لهذا الحکم الجدید حتی بافتراض انتصار طالبان في افغانستان.

-وفي ضوء هذه الظروف یبدو أن السبيل الوحيد والناجح إنما هو الترکيز علی المفاوضات بين الأفغان بهدف تأمين مصالح جميع الجماعات والأقوام والمذاهب في أفغانستان. ومن البدهي أنه في حالة فشل مثل هذه الجهود فإنه من المتوقع أن تدخل أمريکا مرة أخری ضیفا طفيليا علی الأفغان في القريب العاجل وذلك تحت ذرائع جديدة قديمة کانعدام الأمن والاستقرار في أفغانستان بعد انسحابها منها.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى