عربي

التوتر في العلاقات التركية الإماراتية..الجذور

تشير التصريحات الحادة التي خاطبت بها وزارة الخارجية التركية قادة الإمارات العربية المتحدة إلى ارتفاع التنافس الإقليمي والخلافات الخطيرة بين أنقرة وأبو ظبي الى أوجها.

– الأخبار الشرق الأوسط –

وكالة تسنيم الدولية للأنباء؛ في هذه الأيام، طغت قضية مهمة تسمى الانتشار الواسع لفيروس كورونا على جميع الأخبار والتطورات السياسية في العالم والمنطقة، ومع ذلك، فإن هذه الأزمة لم تستطع إيقاف الخصومات الإقليمية بين تركيا والجهات الفاعلة الأخرى.

حيث اتهم بيان إماراتي صدر مؤخراً حول التطورات الليبية، تركيا بالتدخل في الشؤون الداخلية الليبية ودعم القوى الإرهابية، كما هاجمت تركيا الإمارات بلغة أشد وأقسى.

هذا وقد اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية “حامي أقصوي” الإمارات العربية المتحدة بالنفاق ودعم مخططي الانقلاب، ودعا هذه الدولة إلى معرفة حدودها والتوقف عندها.

وتشير التصريحات الحادة التي خاطبت بها وزارة الخارجية التركية قادة الإمارات العربية المتحدة إلى ارتفاع التنافس الإقليمي والخلافات الخطيرة بين أنقرة وأبو ظبي الى أوجها.

من بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، تتمتع تركيا بعلاقات جيدة مع قطر وعلاقات مرضية نسبتاً مع الكويت ومقبولة، حيث ان هاتين الدولتين، قطر والكويت تشكلان مصدراً لرأس المال الأجنبي لتركيا وكذلك مجال رئيسي لعمل ونشاط المقاولين الأتراك الأقوياء.

لكن علاقات تركيا مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تميزت دائمًا بنوع من المنافسة والتوتر والسرية، كما تميزت علاقاتها مع البحرين أيضاً بعدم الاستقرار والتغيير المستمر.

تأثير الخلافات السياسية على العلاقات التجارية

لطالما اختلفت جمهورية تركيا والإمارات العربية المتحدة في السنوات الاخيرة حول القضايا الإقليمية، خاصة في القضية السورية فقد رأينا وقوف قطر وتركيا على نفس الجانب، بينما وقفت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على الجانب المقابل تمامًا ضد تركيا وقطر.

كان حجم التجارة بين تركيا والإمارات يقترب من 7 مليار دولار في عام 2015، لكنه تجاوز 9 مليارات دولار في عام 2016 ، ليصل إلى ذروة التي بلغت حوالي 15 مليار دولار في عام 2017، وفي عام 2018 ، شهدنا انخفاضاً حاداً في ميزان التجارة بين البلدين إلى أقل من 7 مليارات دولار.

حيث تظهر نظرة عامة على الجدول في الأعلى أنه مع توسع دائرة الخلافات بين تركيا والإمارات في قضايا مثل سوريا وإفريقيا ونشوب اختلافات بين قطر والمملكة العربية السعودية، فقد انخفض ميزان التجارة بشكل كبير.

 الامارات تحت نيران حزب العدالة والتنمية

اتهمت صحيفة يني شفق، وهي إحدى أهم الصحف تحت رعاية حزب العدالة والتنمية، ولي العهد الإماراتي مرارًا وتكرارًا باتباع الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل، متهمة إياه أيضاً وولي العهد السعودي بكونهما معاديين للعالم الإسلامي وبأنهم غلمان الأجانب.

وعلى وجه الخصوص، بعد اغتيال جمال خاشقجي، الصحفي المناهض لأسرة آل سعود الحاكمة داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث استهدفت صحيفة يني شفق وغيرها من وسائل الإعلام في حزب العدالة والتنمية آل سعود وآل نهيان بكثافة نيران إعلامية كبيرة ووضعتهم إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وبعد التطورات الليبية الأخيرة وتوقيع اتفاقية بحرية بين الحكومة التركية وحكومة الوفاق الوطنية الليبية، أصبحت الخلافات بين أنقرة وأبو ظبي أكثر تعقيدًا وأصبح دعم الإمارات للجنرال حفتر عذرًا لوسائل الإعلام المدعومة من أردوغان لاتهام الإمارات بدعم الانقلاب والاغتيال، في حال انهم لم يعترضوا على تدخل الإمارات في اليمن.

/انتهى/

المصدر : وكالة تسنيم للأنباء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى