عربي

الشيخ عيسى قاسم: الفاطميون الافغان ركّعوا إرادة العدو الصهيوني والغطرسة الأمريكية

قال المرجع الديني البحريني آية الله الشيخ عيسي قاسم في كلمة له انه على الامة الاسلامية ان تتخذ من كل يوم من ايام حياتها يوم اعداد للقوة ويوم مقاومة وجهاد وكفاح وان تعتبر كل ايام حياتها ايام حرب وان كانت الحالة حالة سلم من حيث الاستعداد والتدريب والتنظيم والالتفاف حول القيادة لردع عدوان دول الطاغوت وعلى رأسها امريكا واسرائيل.

– الأخبار الشرق الأوسط –

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء ان الشيخ عيسى قاسم ألقى كلمة خلال الملتقى الاول لشباب المقاومة الذي أقيم في مدينة مشهد المقدسة يؤكد فيها على ضرورة استعداد الامة الاسلامية في اي وقت لمواجهة أي عدوان تقوم به دول الطاغوت بما فيها امريكا واسرائيل او الدول التي تنوب عنها للاجهاز على دين الاسلام والامة الاسلامية.

وفيما يلي نص كلمة الشيخ عيسى قاسم:

الامة الاسلامية أمة واحدة بحكم اسلامها العظيم وهي كذلك واحدة عند كل الملتزمين حقاً بالاسلام من أهله، واي عدوان على دينها هو عدوان عليها كلها، ما كان عدواناً على اي مسلم بمعنى ان أي عدوان على أي مسلم هو عدوان على الامة كلها من وجهة نظرها الاسلامي، والعدوان على جزء من ارض الاسلام وعلى مقدس من مقدساته وعلى حرمة من حرماته وعلى مصلحة من مصالح أمته هو عدوان على الامة كلها.

وثمة وجود أمة ووجود أفراد وموت أمة وموت أفراد وعز أمة وعز أفراد، ووجود الافراد لا يلازمه وجود الامة وقوة بعض الافراد لا تعني قوة الامة، وعز الامة فيه عز لكل أفرادها وذلها فيه ذل لكل أفرادها على مستوى الخارج من النفس.

وثمة قضايا أفراد وقضايا امة وهموم افراد وهموم امة ومصالح افراد ومصالح امة وفشل ونجاحات للفرد واخرى للأمة، والترابط في أمتنا وأخوتنا الاسلامية شامل لكل قضايانا وهمومنا صغيرها وكبيرها والمسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يتأخر بنصرته عنه وانقاذه له في مشاكله الخاصة ما استطاع، ويسارع في رد المظلمة عنه وفي ارشاده ونصيحته وهذا مقتضى الاخوة القائمة بين الافراد المسلمين بحكم الاسلام، اما قضايا الامة بما هي الامة كقضية سلام الدين وظهوره وعزه وانتشاره وغلبته وكرامة مقدساته وامنه وحدوده وقداسة رموزه، فهي قضايا الجميع والاشتراك في الدفاع عنها وحمايتها هو من الدفاع عن النفس وقضايا الذات، وليس ذلك من موقف النصرة للأخ المسلم فحسب، كانقاذه من فاقته وسد حاجته الخاصة وعونه في مشاكله الشخصية، فمع نصرته هذه من شأن عظيم عند الله عز وجل.

لا نقلل أبدا من نصرة المسلم لاخيه المسلم في مشاكله الخاصة ولكن هناك نصرة اخرى هي نصرة الاسلام وهي نصرة لنفسي كما هي نصرة لكل مسلم من المسلمين، لان الاسلام قضية مشتركة لان الاسلام يسعد به الجميع اذا وجد ويشقى الجميع بفقده، الامة الاسلامية الأفغان منها والعرب والاتراك والباكستانيون وسائر القوميات اندونيسيا ومصر وايران والسعودية وعمان وكل الاقطار الاسلامية فكل من ذكر وغيرهم من أبناء الامة مسلمون قبل ان يكون هذا الشيئ او ذاك وكل المسلمين مسؤولون عن قضايا الامة وهمومها.

العدو الخارجي لبلد من بلاد هذه الامة الاسلامية الواحدة او لقوم من أقوامها عدو لها كلها، والمعتدي على مقدس من مقدساتها وان كان هذا المعتدي يرفع اسمها فهو معتد عليها، وعلى كل مقدساتها والمعتدي لا بد ان يرد عدوانه والامة التي تداس مقدساتها من الداخل او الخارج وهي ساكتة أمة منسلخة من هويتها، والحرب على الاسلام وامته من الدول الطاغوتية الكافرة وفي مقدمتها امريكا واسرائيل لم تعد مقتصرة على الحرب المكشوفة والمباشرة، وهناك اليوم الحروب بالنيابة والتي تخطط لها وتديرها من الخلف تلك الدول ويتم تنفيذها على يد دولة او اخرى من الدول التي تنسب نفسها للاسلام وتحسب على المسلمين او على يد حزب او تجمع وكذلك.

وان كان فاقداً للأسس الاسلامية الصحيحة والاخلاقية الاسلامية ومنفصلاً عن ضرورات من ضرورات الاسلام وكثيرا ما توجد اليوم جماعات واحزاب ناشئة عملية للفكر الكافر، والدول الطاغوتية قائمة في تكوينها على الابتداع باسم الدين وتحمل أشد روح العداوة له وتستهدف هدمه من الاساس وتشتيت أمته، ويستوي واجب الدفاع عن الاسلام كانت الحرب التي يواجه خطرها حرباً مكشوفة مباشرة من دولة كافرة او حزب يعلن كفره او دولة تتسمى بالاسلام وتنتسب للمسلمين او حزب من هذا النوع ومن اهل البدع، واذا وجب الدفاع عن الاسلام لوجود موضوعه لم يسقط حتى تتصدى به الامة الى حد الكفاية.

نعم يجب على الامة كفايةً صد العدوان عن الاسلام، وكيان الامة نفسها ومقدساتها وارضها وثروتها ويستوي في ذلك أبيضها واسودها وكل ذي لسان من أبنائها ذكرها وأنثاها، وكل تنوعاتها، وللمجاهدين الابطال من أبناء الامة الاسلامية بكل قومياتها ومذاهبها ومنهم الشهداء الفاطميون الافغان أدوار جهادية استشهادية مشهودة نموذجية في الدفاع عن دينها ومقدساتها وأرضها ووحدتها وفي المواجهة الحاسمة الفدائية المقدامة الشجاعة لمؤامرات تفتيت الامة وبعثرة وجودها والاستيلاء على أرضها وتحريف هويتها، والاستبدال عن مسلماتها وتركيعها لارادة العدو الصهيوني والغطرسة الامريكية.

جزى الله مجاهدي هذه الامة في سبيل الله عنها خير الجزاء، ضحوا بما لا يملك الانسان أعز منه على نفسه، ضحوا بأنفسهم الغالية الشريفة لحماية ملايين الابرياء والصالحين وذوي الالهامات النيرة ولحفظ امن الناس من يد الاجرام ولسلامة دينهم وأعراضهم ولأن لا يهانوا ويذلوا، ولا يذل أحد أحدهم ضال ولا يسترخصه مسترخص او يستغفله مستغفل ولا تسحق كرامة الانسان ولتبقى هذه الامة عزيزة رافعة الجبين لا يذلها شيئ، ضحوا وما خسروا  ولا يعدل ما ربحوه بشهادتهم خير الدنيا كلها وان نقص عمرهم المادي بعض الشيئ، الا انهم ربحوا اكبر نتيجة ترجى من هذه الحياة ولا شيئ يساوي هذه النتيجة ويبلغ قدرها.

ولو لا الرجال الشرفاء المؤثرون المضحون المسترخصون لانفسهم في سبيل الله ممن يرجون ثوابه ولا تعدل الدنيا شيئاً من وزن الاخرة في ادراكهم وشرورهم لتحولت دنيا الامة كلها الى ظلام ولتحولت الحياة الانسانية الى ما هو أضل من حياة الحيوان على يد الطغاة والجهلة والسفاكين والمستبيحين للحرمات وفراعنة الامم، اما الذين يقاتلون في سبيل الطاغوت، فيقتلون ويقتلون فهم من أدوات الشيطان والجند المفسدين في الارض والمقوضين لامنها والوحوش الهائجة وهم مطية الظلم فيها ووقود الجريمة وأين هؤلاء من شهدائنا الابرار، وان اي امة لا تأمن ان تأتي عليها ايام عدوان لم تعرف مثلها في سابق تاريخها، يتطلب منها ان تنفر في وجه العدوان بكامل قوتها وبكل قادر من ذكر وانثى منها لحماية وجودها، تأتي أيام وتأتي ساعات لا يرد خطرها الا ان تجتمع الامة الباسلة المؤمنة الشجاعة في مقاومة عنيفة لها.

وكلما كانت الامة متحسبة لايام الطوارئ الكبرى والاعتداءات الهائلة التي قد تواجهها كان ذلك منها أدل على الوعي والحزم وكلما كانت أقدر كلما كانت أقدر بذلك على رد العدوان عنها ودفع خطر الطوارئ وقد نبه الاسلام أمته على هذا الامر وطالبها بان تكون دائماً أقوى من الاخر، وأكثر تحسباً للمفاجئات حتى لا تجد نفسها في يوم من الايام مكتوفة اليد امام الظروف مغلوبة على امرها امام المعتدين في قوله تبارك وتعالى “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم والله يعلمهم وما تنفقوا من شيئ في سبيل الله يوفى اليكم وانتم لا تظلمون”.

فالامة الاسلامية عارفة اليوم جداً بانحدار الكثيرين من ابناء الانسانية عن الحد الانساني انحداراً شديداً وانسياقهم وراء الكفر والفسق والظلم والميوعة وبعدهم عن قيم الدين الحق، وتحولهم الى مسوخ في صورة بشر وتعرف امتنا كذلك انها وبالرغم من الغربة التي حدثت في داخلها عن الاسلام ان الاسلام الحق لا زالت أقرب للامم من الهدى وأوفرها صلاحاً وأوضحها ارتباطاً بقيم السماء في الكثير من قطاعاتها وأرل الناس في القيام بعبئ العودة الجادة للانسانية الى الرب العظيم على طريقه القويم، ومن واقع الانحلال المذكور والامل في احياء الارض بذكر الله على يد أمتنا يشتد تربص الممسوخين من اهل الالحاد والشرك والجهل والتوحش والشهوات الرخيصة بها الدوائرة واستهدافهم الاجهاز عليها، ومن كان لا يستجيب للنداءات الساقطة والمفتوحة والمذلة والجائرة، فأمتنا فيما ينبغي عليها من اسلامها ولا يتنازل عن حقه وعزه وكرامته وعلياء مجده وسماء هداه فلا بد ان يستعد كل الاستعداد لمواجهة اكبر المعارك العدوانية وان يكون على أهبة تامة دائماً لمواجهة أسوء التوقعات مما يمكن ان ياتي به عدوان القوى الطاغوتية الشيطانية المستكبرة.

وما من امة تأبى الهوان وترفض الباطل ولا تقبل ان تستبدل عن هداها بضلال وعن عزها بذل وعن ريادتها بالتبعية عليها ان تتخذ من كل يوم من ايام حياتها يوم اعداد للقوة ويوم مقاومة وجهاد وكفاح وان تعتبر كل ايام حياتها ايام حرب وان كانت الحالة حالة سلم وعليها ان تعتبر كل ايام حياتها ايام حرب من حيث الاستعداد ومن حيث التدريب والتنظيم ومن حيث التمسيك والالتفاف بالقيادة، والسلام على كل شهداء الامة المؤمنة والشهداء الفاطميين وكل المؤمنين والمؤمنات جميعا ورحمة الله وبركاته والحمد لله رب العالمين اولاً واخيراً.

/انتهى/

المصدر : وكالة تسنيم للأنباء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى