عربي

هنية: وسطاء اتصلوا بالحركة بشأن صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال

قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية: إن “هناك بعض الأطراف والوسطاء اتصلوا بالحركة، واستوضحوا منّا الآفاق التي يمكن التحرك بشأنها”، حول صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.

العالم – فلسطين

وأضاف هنية، في مقابلة مع “التلفزيون العربي” مساء الجمعة: “نحن عرضنا ما يمكن أن يشكل مفتاحًا حقيقيًّا لهذه المسألة، وطالبنا بالإفراج عن كبار السن والمرضى، والأطفال، والنساء، وأسرى صفقة شاليط حتى نخوض في عملية تفاوضية جديدة”.

صفقة التبادل

وأكد أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استطاعت عام 2014 أن “تأسر 4 جنود صهاينة ومستعدون لمفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي”.

وذكر هنية أن المبادرة التي طرحها قائد حماس في غزة يحيى السنوار مؤخرا هو موقف موحد للحركة والقيادة المركزية، مؤكدًا أننا مستعدون للذهاب إلى جولة مفاوضات غير مباشرة لإجراء صفقة تبادل، في سياق الوضع الإنساني.

وشدد على أنه إذا كان “قادة العدو لديهم جدية للتوصل إلى صفقة، فنحن أيضًا مستعدون لذلك من أجل الإفراج عن أسرانا”.

وقال: “خضنا مفاوضات على مدار 5 سنوات في قضية (جلعاد) شاليط، وأدرناها بدرجة عالية من الحرفية والصلابة، واستطعنا أن نصل لانتصار”.

وتابع: “نحن دائما متفائلون بأن نحقق ما نريده، والمعركة بيننا وبين العدو مفتوحة، وقضية الأسرى ليست قضية حماس، بل هي قضية الشعب الفلسطيني، وقضية أحرار العالم”.

وبالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، حمّل هنية الاحتلال المسؤولية عن حياة وصحة الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون في سياق أزمة فيروس كورونا والخطر الذي يتهددهم.

فيروس كورونا

وحول فيروس كورونا والإجراءات المتخذة في قطاع غزة لمواجهته؛ أكد هنية على أن الوباء يضيف تحديات على شعبنا في غزة الذي يعيش تحت حصار ظالم، وأن الإجراءات المتخذة لمجابهة الوباء تهدف لعدم دخول الفيروس لغزة لتجنب كارثة إنسانية بسبب الكثافة السكانية العالية في القطاع.

وقال إنه على الرغم من استمرار الحصار، استطاعت الحكومة في غزة التحرك في إستراتيجية واضحة ومحددة للتعامل مع كورونا، ونجحت بها.

وأكد هنية أن هناك تنسيقا شاملا مع الجانب المصري، وتوافقا على تشغيل معبر رفح، ورتبنا مع الجانب المصري آلية عودة العالقين على مدار الأسبوع الماضي، وهناك تنسيق جيد للتعامل مع كورونا في غزة.

وفيما يخص التعاون مع السلطة الفلسطينية في أزمة كورونا، قال هنية: حرصنا على عدم تسييس هذا الملف، خاصة أنه موضوع إنساني، وبادرت بالاتصال بقيادات السلطة لتعزيز هذا التعاون لحماية شعبنا في كل مكان”.

لكن استدرك: “التعاون ليس بالدرجة الكافية من السلطة في تقديم ما يحتاجه قطاع غزة من إمكانيات تشمل أدوية وأجهزة التنفس وأخرى لفحص كورونا، والسبب أن الإخوة في رام الله ما زالوا يتحركون عبر حسابات سياسية وينطلقون من واقع التباين الموجود في ظل الانقسام القائم”.

وذكر هنية أنه طالب برفع العقوبات التي رفضها رئيس السلطة محمود عباس عن قطاع غزة، والتي ما يزال يئن ويعاني منها، “وهذا مهم لمواجهة فيروس كورونا والحصار والاحتلال”.

وحول ملف مخيمات لبنان التي تعاني في ظل أزمة كورونا، قال هنية: “هناك جهود كبيرة ومكثفة بذلناها على مستوى قيادة الحركة العليا، وقيادة الحركة في لبنان، حيث يتواجد الجسم الأكبر لشعبنا الفلسطيني هناك، والذين يعانون ظروفًا صعبة بالأساس”.

وأضاف أن “أزمة كورونا تضيف تحديًا جديدًا وكبيرًا لشعبنا الفلسطيني في لبنان، وتحرُّكنا هناك وفق أولوية حماية شعبنا من الفيروس، ونعمل على خطة إغاثية لمساعدة لاجئينا في شمال سوريا، ولبنان، والفلسطينيين في تركيا”.

وأشار إلى أن هناك تحركًا في الإطار الوطني مع جميع الفصائل الفلسطينية وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية، ومع القوى اللبنانية، من أجل تأمين أبناء شعبنا من فيروس كورونا. كما أوضح أنه تم التواصل مع قيادة شعبنا في سوريا وبحث كيفية تقديم مساعدات هناك.

المصالحة الفلسطينية

وفي ملف المصالحة، أكد هنية أن المصالحة خيار إستراتيجي لدى حركة حماس، مبينا أن الحركة قدمت 3 خطوات لفك أي جمود فيها.

وهذه الخطوات هي “الموافقة على استقبال وفد من الضفة الغربية في غزة مع إعلان صفقة ترمب التصفوية، وقبلنا بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، كما بادرنا بالاتصال برئيس حكومة رام الله محمد اشتية، ونحّيت الجانب السياسي، وتحدثت معهم”.

وتابع: “لسنا في حاجة لاتفاقيات جديدة لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام لكننا في حاجة لتطبيقها، ونحن أمام منعطف تاريخي يتطلب تغييرًا جذريًّا في توجهات السلطة الفلسطينية، ويجب أن تؤمن السلطة الفلسطينية بأهمية الشراكة مع الفصائل السياسية”.

المعتقلون بالسعودية

أما عن العلاقة مع السعودية في إطار أزمة المعتقلين من الحركة، شدد هنية على أن “العلاقة تاريخيًّا مع المملكة كانت جيدة وقوية، لكن الحقيقة أن الصفحة التي نحن بصددها مؤسفة ومؤلمة، وتتناقض مع كل الأعراف العربية تجاه القضية الفلسطينية”.

وقال: إن “اعتقال أكثر من 60 فلسطينيًّا في سجون السعودية فقط لأنهم يقومون بأعمال دعم وإسناد لشعبهم، أمر مؤسف جدًّا”.

وأضاف “تواصلنا مباشرةً، ووجهت أكثر من رسالة لخادم الحرمين وتحدثنا مع الأجهزة ذات الاختصاص، ومع وساطات دولية من أجل أن ننهي هذا الملف، وما زلنا نتابع”.

واستدرك: “للأسف الشديد أنه تم أخذ هؤلاء إلى المحاكم، وضمن لوائح الاتهام أنهم يعملون ضمن كيان إرهابي!”.

وتابع: “نحن نتطلع إلى إنهاء هذا الملف، وإلى علاقات إيجابية مع المملكة العربية السعودية، والإفراج عن كل المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، خاصة في ظل شهر رمضان المبارك”.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى