عربي

النابلسي لـ “تسنيم: بقايا 14 أذار يحاولون التشويش على الحكومة وإثارة الشارع ضدها للجمها عن إجراء الاصلاحات.. لولا المقاومة لكان لبنان في ركب التطبيع

رأى استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية صادق النابلسي، ان بقايا فريق 14 أذار يعملون على التشويش على عمل الحكومة وإثارة الشارع الجائع ضدها واستغلال غلاء الأسعار للانقضاض على الحكومة وذلك للجمها عن اتخاذ إجراءات إصلاحية.

– الأخبار الشرق الأوسط –

واوضح النابلسي في حوار مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن رغم كل هذه المحاولات من قبل المتربصين بحكومة حسان دياب الا أنها “أبدت صرامتها إزاء الاتهامات الموجهة إليها”.

 مشيرا الى ضغوط أمريكا على حزب الله تهدف الى خلق الألم والمعاناة له ولجمهوره ومناصريه، ليسبب ذلك  “تعديلاً في سياسات حزب الله الداخلية للكف عن مساندة القضية الفلسطينية الا ان “حزب الله ثابت على مواقفه”.

وأشار استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية ان لبنان يجني اليوم حصاد سياسات مايعرف بـ الحقبة الحريرية من الاستدانة والتبعية، ما جعلت لبنان في مهب الريح أمام كل مفترق ولولا وجود المقاومة لكان لبنان قد سار في ركب التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

وفي مايلي نص الحوار الكامل مع استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية صادق النابلسي:

تسنيم: هل تعتقد أن ممارسة الضغوط من قبل الاحزاب التي تنتمي الى ما يعرف بفريق 14 آذار على الحكومة اللبنانية يهدف الى اجبار رئيس الحكومة حسان دياب على الاستغالة من منصبه؟

النابلسي: من الواضح أنّ هناك رغبة عند بقايا فريق الرابع عشر من أذار بدفع الحكومة إلى الاستقالة. ولكن هناك فرق بين الرغبة وبين القدرة. هذه القوى تبدو اليوم عاجزة عن الفعل وهي أقرب ما تكون إلى شتات مهتز ومتفسخ وكل عضو فيها لديه مصالحه الخاصة وينظر إلى الأوضاع في حذر شديد خصوصاً أن الدول الداعمة لهذه القوى تاريخياً ترسل إشارات متناقضة ما يؤدي إلى تشوش في الخيارات والتوجهات وتبدو حذرة في خوض مواجهة مفتوحة. نعم كل ما تستطيعه في هذه اللحظة التشويش على عمل الحكومة وإثارة الشارع ضدها للجمها عن اتخاذ إجراءات إصلاحية من الواضح أنها ستسبب لها بخسائر كبيرة في الشعبية والحضور السياسي وحتى في الأصول المالية والمصالح التجارية التي كانت تمتاز بها سابقاً. 

تسنيم: هددت الولايات المتحدة في السابق لبنان ومازالت تهدده على لسان وزير خارجيتها بمبئو بانه في حال لم يوافق لبنان على السير في فلك السياسات الأمريكية والإسرائيلية فانها ستعمل على تجويع الشعب والضغوط الاقتصادية على الحكومة، فما هو دور أمريكا في الأزمة اللبنانية الحالية؟

النابلسي: الإدارة الأمريكية تمارس المزيد من الضغوط لتغيير سلوك حزب الله كما هي تعتقد. هذه الإدارة تعتقد أن الألم والمعاناة سيسببان تعديلاً في سياسات الحزب الداخلية وسيكف عن مساندة القضية الفلسطينية على سبيل المثال. أيضاً الإدارة هذه تراهن على تعب الحزب وتعب جمهوره ومناصريه تحت تأثير الضائقة المادية والحصار الاقتصادي والمشاكل التي تأتى من وراء مساندة الحزب إعلامياً وسياسياً. إنّ مثل هذا التصور يمنح البعض في الداخل تحفزاً لمواصلة سياسات الكيد والمكر والانقلاب على كل ما يمكن أن يريح حزب الله من سلم أهلي واستقرار محلي وحكومة فعالة ومؤسسات قوية ونحو ذلك. وعلى هذا الأساس بعض هؤلاء يبالغ في التهور والمخاطرة ظناً منه أنّ حزب الله سيتراجع وأن أمريكا والغرب قادران على لجمه وإبعاده عن دوره ومسؤولياته.

تسنيم: هناك من يعتقد أن مطالبة حزب الله وحكومة حسان دياب بالعمل على محاربة الفساد الاقتصادي وضرورة اعتماد الشفافية من قبل مصرف لبنان، أدى الى استغلال غضب الشارع ومطالبه الحقة من قبل الاشخاص الذين باتوا يشعرون بالخطر من هذه الدعوة من قبل حزب الله والحكومة، حيث باتو يعملون على تحريك الشارع ضد الحكومة ومن يدعمها، ما هو تحليلك؟

النابلسي: هناك من يستغل الشارع الجائع والناقم والبطالة المتفاقمة وغلاء الأسعار لينقض على الحكومة أو على حزب الله. ولكن الحكومة أبدت صرامتها إزاء الاتهامات الموجهة إليها وحزب الله ثابت على مواقفهوبالتالي إن استغلال هذا الوضع خطير للغاية على نفس هذه المجموعة التي من شأنها أن تهدد الاستقرار العام ما يعني أنها ستضرب مصالحها نفسها بنفسها أيضاً فليس وراء الطوفان إلا انحسار أدوار هؤلاء وتشتت آمالهم!.

تسنيم: ما هو دور الحكومات المتتالية التي حكمت لبنان خلال العقود الـ 3 الماضية والذي بات يعرف بالحقبة الحريرية، في تفشي الفساد الاقتصادي وعدم بناء مشروع اقتصادي سليم من خلال الاعتماد على الامكانات والقدرات الداخلية؟

النابلسي: لا شك أن الحريرية السياسية هي وراء معظم الأزمات التي حلت بالبلد. منذ التسعينيات سواء أزمات سياسية أو اقتصادية أو غيرها ولكن المشكلة أن هؤلاء الذين ينتمون إليها لا يعترفون بكل ذلك وكأنهم يعيشون خارج الحياة. اليوم نحن نجني حصاد هذه السياسات من الاستدانة والتبعية ما جعلت لبنان في مهب الريح أمام كل مفترق ولولا وجود المقاومة لكان لبنان قد سار في ركب التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ولكان قد غرق في مشاكله الاقتصادية أكثر من خلال بيع مؤسساته وأملاكه وثرواته للطامعين في الخارج!.

/انتهى/

المصدر : وكالة تسنيم للأنباء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى