مقالات

منصات الباتريوت الأميركية في العراق… لماذا؟

العالم – الخبر وإعرابه

الخبر:

بينما تقوم الولايات المتحدة بنصب أنضمة باتريوت للدفاع الجوي في قاعدتي عين الأسد وأربيل في العراق، وفيما يقال إن بطاريتين أخريين يتوجهان من الكويت إلى الأراضي العراقية، ترى بعض المصادر أن هذه التحركات الأميركية المشبوهة في العراق إنما هي قرائن على اشتباكات جديدة في العراق.

التحليل:

_ فيما يبدو أن تجهيز القواعد الأميركية بالباتريوت يعد أمرا حادثا، لكن ضرورة ذلك تجلت للأميركان، ومن دون الإفصاح بها، قبل حوالي 4 أشهر وذلك في الهجوم الإيراني على قاعدة عين الأسد عقب اغتيال الأميركان القائد الشهيد قاسم سليماني، وهي ضرورة تكررت في الهجمات على قاعدتي “كي 1” و”التاجي”، والتي بقيت مجهولة المصدر لحد الآن، ما زاد من حيرة الأميركان وقلقهم.

_ هذه الهجمات لم تثبت هشاشة الأميركان في الدفاع عن أنفسهم في العراق وحسب، بل جعلت ترامب يفكر بأن الإبقاء على إنجاز واحد أفضل من فقدانها كلها، ولذلك يخلي القواعد الأميركية الأكثر عرضة للاستهداف والأقل تجهيزا في العراق، ويكدس جميع قواته في مناطق أكثر أمنا أو أقل عرضة للاستهداف.

_ كما قد يكون لتجربة الكورونا في هذا القرار الأميركي دورا، أي القبول الأميركي بالوقاية من الهجمات بدلا من مواجهة الكورونا.

_ الموقع الجغرافي لقاعدة عين الأسد في غرب العراق وقرب الحدود السورية وكذلك قاعدة الحرير في أربيل قرب الحدود الإيرانية خير مؤشر على أن اختيارهما من قبل ترامب لتجهيزهما بالباتريوت، إنما يعد دليلا على أن الرئيس الأميركي وفضلا عن المعارضين العراقيين للتواجد الأميركي في الأراضي العراقية كان ولايزال ينوي كذلك احتواء محور المقاومة وخاصة الأجزاء الإيرانية والسورية واللبنانية منه.

_ لكن اللافت في الأمر هو تجاهل الأميركان لفاعلية منضومة باتريوت، حيث أن الهجوم اليمني على منشأة ارامكو السعودية في سبتمبر الماضي وتعطيل إنتاج 5 ملايين برميل من منتجات هذه المنشآت النفطية قد أثبت وبجد عدم جدارة هذه المنضومة أمام صواريخ ومسيرات حركة أنصارالله اليمنية، وفيما يقال إن 88 منصة باتريوت موزعة على الأراضي السعودية، لكن المسيرات والصواريخ اليمنية تمكنت الجمعة الماضية من النفوذ إلى قلب الرياض وإلى محافظات سعودية أخرى.

_ على أن ما يقال حول ازدياد حجم التحركات في القواعد الأميركية وخاصة عين الأسد مؤخرا، ليس تمهيد وتحضير لشن هجمات، بل إنما تموضع جديد للقوات من أجل تجميعهم في أماكن أكثر أمنا من السابق.

_ التقرير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا وما أعقبه من تكهنات بشن عمليات أميركية جديدة في العراق، يخدم ترامب من عدة جهات، الأولى حرف الرأي العام في أميركا عن عجز الإدارة الأميركية في التصدي لوباء الكورونا وهي أكبر بلد يتفشى به الفايروس، وثانيا أن النفخ في أبواق الحرب وبرأي ساسة البيت الأبيض هو هجوم استباقي من صنف الحرب الناعمة، لصرف معارضي الحضور الأميركي في التراب العراقي عن تركيزهم على هذا المطلب، ونتيجة لذلك الضرب على وتر البقاء الأميركي الطويل الأمد في العراق ورغم جميع المشكلات والعقبات التيي يواجهها.

_ أميركا لا ترغب في الخروج من العراق، بل حتى أنها لا تنوي الاستسلام أمام مشروع إخراج القوات الأميركية من التراب العراقي، وليست الحرب النفسية الأخيرة التي تنتهجها هذه الأيام إلا من أجل صرف فصائل المقاومة والشعب العراقي كذلك من الإصرار على مشروع إخراج الأميركان من العراق، وإلا فإن ترامب هذه الايام منشغلا بما فيه الكفاية بالتفكير بالكورونا وبالتوابيت التي باتت تهدد مصير رئاسته القادمة.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى