عالمي

ميليشيا ترامب بميشيغان.. إما رئيسنا وإما الحرب الأهلية

كلنا يتذكر كيف هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ايلول سبتمبر من عام 2019، بحرب أهلية اذا تمكن الديمقراطيون من تنحيته من منصبه، وذلك بعد الاجراءات التي اتخذها مجلس النواب بهدف عزله على خلفية فضيحة المكالمة الهاتفية بينه ونظيره الأوكراني، وكيف اقتبس ترامب كلمات مستشاره الديني القس روبرت جيفريس، عبر حسابه على تويتر قائلا: “إذا نجح الديمقراطيون في إقالة الرئيس من منصبه سوف يتسبب ذلك في اندلاع حرب أهلية لن تخرج منها أميركا أبدا”.

العالم – كشكول

حينها مر الكثيرون من امام هذه التغريدة مرور الكرام، اعتقادا منهم انها شطحة من شطحات ترامب التي لا تعد ولا تحصى، ومنها تاييده عام 2017 لتظاهرات النازيين في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا والتي اسفرت عن مقتل واصابة العديد من الاشخاص.

ولكن يبدو ان ما كان يردده ترامب عن استعداد انصاره من العنصريين والمتطرفين لخوض حرب اهلية من اجله ومن اجل افكاره، لم يكن تهديدا ولا شطحات، بعد ان نزل امس الجمعة 17 نيسان / ابريل 2020 متظاهرون مسلحون الى شوارع ميشغان وهم يحملون لافتات مؤيدة لترامب احتجاجا على أوامر الحجز المتعلقة بفيروس كورونا.

التظاهرات لقيت دعما من ترامب الذي كتب رسائل بأحرف كبيرة على حسابه في تويتر جاء فيها: “حرروا مينيسوتا!”، “حرروا ميشيغان!” و”حرروا فرجينيا!”، وهي الولايات الثلاث التي يحكمها ديمقراطيون طالبوا السكان بالبقاء في منازلهم، بعد ان اودى وباء كورونا بحياة أكثر من 30 ألف شخص في امريكا التي سجلت اكثر من 700 الف اصابة بالفيروس .

حكام الولايات اعربوا عن غضبهم حيال تغريدات ترامب من ناحية تشجيعها على أعمال خطرة وغير قانونية قد تؤدي الى العنف، كما انها تعرض ارواح ملايين الناس لخطر الاصابة بكورونا، بعد ان اودى الفيروس بحياة 2000 شخص في ميشيغان، فضلا عن 208 وفيات في فرجينيا، و87 في مينيسوتا.

بات واضحا ان هناك اهدافا سياسية من وراء تغريدات ترامب المحرضة على خرق الاغلاق، وتهديدات العصابات العنصرية والمتطرفة المؤيدة له باشعال حرب اهلية، في حال استمر الحكام بإغلاق الولايات وتشجيع الناس على البقاء في المنازل للسيطرة على تفشي الوباء، وهي اهداف لا تمت بصلة بمخاطر وتداعيات تفشي الوباء، بل بتراجع شعبية ترامب بسبب فشله الذريع وسوء ادارته لازمة الوباء التي كلفت الامريكيين خسائر فادحة، والتي اثرت بالتالي على حظوظ ترامب الانتخابية، الامر الذي استدعى من قواعده الشعبية، وهي خليط من العنصريين والمتطرفين من دعاة تفوق العرق الابيض، للنزول الى الشوارع وهم مدججين بالسلاح واستعراض العضلات، لارسال رسالة الى الديمقراطيين والشعب الامريكي، مفادها اما القبول بولاية ثانية لترامب اما الذهاب الى الحرب الاهلية والفوضى.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى