عالمي

نحن وتاريخهم.. في مصل هذه الايام أكل الأوروبيون لحوم الآف المسلمين

المؤرخون الاوروبيون لم يتركوا مثلبة إلا والصقوها بغيرهم من الشعوب وخاصة الشعوب الاسلامية، رغم تاريخهم الاستعماري الاسود، وإبادتهم للشعوب وإستعبادهم لملايين البشر، ونهب ثرواتهم، وحاولوا في المقابل، تطهير تاريخهم عبر التأكيد على الثورة الفرنسية والنهضة والثورة الصناعية وحقوق الانسان، حتى بات ما سوقه هؤلاء المؤرخون للعالم عن تاريخهم المزيف، بحكم المسلمات، حتى لدى بعض النخب العربية والاسلامية عندنا.

العالم – كشكول

في مقابل هذا الموقف الترقيعي لهؤلاء المؤرخين الاوروبيين، كان هناك قلة قليلة من المؤرخين الاوروبيين، شذوا عن هذه القاعدة، ولم يتمكنوا من المرور مرور الكرام امام الفظائع التي ارتكبها الاوروبيون ضد الشعوب الاخرى، نظرا لوحشيتها وفظاعتها وعدم قدرتهم على التغطية عليها بشكل كامل، ومن بين هؤلاء القلائل الكاتبان الفرنسيان فريديريك لوينو وجويندولين دوس سانتوس، اللذان نشرا قبل ايام تقريرا في مجلة “لوبوان” الفرنسية، عن الحرب الصليبية، كشفا فيه، كيف أكل الصلبيون اللاف من المسلمين في المدن التي استولوا عليها!!.

الكاتبان نشرا بعض تفاصيل تلك المجزرة المروعة التي تصادف 12 ديسمبر/كانون الأول من عام 1098 عندم دخل الصليبيون معرة النعمان جنوبي مدينة إدلب السورية، وهم في طريقهم الى القدس، عندما لم يجد ما يأكلونه فأصبحوا يتغذون على سكان المدن التي يستولون عليها.

يقول الكاتبان، انه في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 1098، تجمعت القوات المسيحية بقيادة بوهموند وريموند دي تولوز أمام معرة النعمان، وهي بلدة زراعية متواضعة تعيش على الكروم والزيتون والتين، وسرعان ما حاصروا تلك المدينة الواقعة في سوريا الحالية. ولم يشعر سكان معرة النعمان في البداية بالذعر، فقد صمدوا بالفعل أمام العديد من الغزاة، بفضل السور المحكم المحاط بخندق عميق الذي يطوّق بلدتهم، لكن مع اقتراب فصل الشتاء، ازداد الجوع شراسة وفتكا، فضاعف قادة الصليبيين الهجمات، وقاوم سكان هذه البلدة مدة 20 يوما ببطولة وبسالة الغزاة الجدد. وقد ثار غضب الصليبيين الذين كانوا يمنّون أنفسهم بوجود جبال من الطعام داخل المدينة، وفي انتظار تلك المؤن كانوا كلما ظفروا بأحد من عدوهم قتلوه وأكلوا لحمه.

وينقل الكاتبان، عن فوشي دو شارتر، وهو أحد الصليبيين، قوله “لا أستطيع أن أصف ما حدث من دون أن أتطرق برعب إلى ما كنا نقوم به، إذ كنا نقطع قطعة أو قطعتين من جثة أحد المسلمين، ومنا من لا ينتظر حتى يحمصها بل يبادر إلى نهشها بأسنانه الوحشية”.

يضيف الكاتبان أن الصليبيين في 11 ديسمبر/كانون الأول، تمكنوا من القفز من فوق سور بلدة معرة النعمان، مستخدمين في ذلك برجا خشبيا، عندئذ تراجع المدافعون عن معرة النعمان بأعداد كبيرة باتجاه وسط المدينة، ليستمر القتال طوال الليل.

وفي اليوم التالي، 12 ديسمبر/كانون الأول 1098، أبلغ قادة المدينة بوهموند أنهم مستعدون للتفاوض، فوعدهم بالحفاظ على أرواحهم في حالة الاستسلام الفوري والكامل، لكنه نكث وعده، وما كاد سكان معرة النعمان يلقون أسلحتهم حتى بدأت مجزرة رهيبة، قضى فيها الصليبيون على كل من كان حيا في المدينة.

ووفقا لما اطّلع عليه الكاتبان من سجلات، فإن 20 ألف شخص قتلوا في تلك المجزرة، ولكن المهاجمين لما بدأوا نهب المتاجر والمخازن اكتشفوا أنها فارغة، فثار غضبهم وعادوا للجثث التي كانت تملأ الشوارع ليلتهموها.

وينقل الكاتبان عن أحد الجنود، واسمه رودولف دي كاين، وصفه لما وقع بالقول في معرة النعمان، “أقدم جنودنا على غلي الوثنيين (يعني المسلمين) في القدور، وحوّلنا لحوم الأطفال إلى أسياخ لالتهامها مشوية”.

اهم شيء في هذ التقرير، كان الاشارة الى وجهة نظر المسلمين ازاء فظاعات الصليبيين، وأكلهم لحوم البشر، فهذه الممارسة الوحشية، من وجهة نظر المسلمين لم تكن بسبب الجوع وحده، بل أيضا بسبب محاولتهم الحط من قيمة المسلم الإنسانية واعتباره في مرتبة الحيوان، الذي يمكن أكل لحمه.

البعض اعتبر هذه الشهادة المخزية، دليل قوة لدى الاوروبيين، الذين ينظرون نظرة نقدية لتاريخهم ولا يخفون شيئا، ولكن فات هؤلاء ان باقي الشعوب الاخرى، رغم كل سلبيات وايجابيات تاريخهم، الا نه لم يسجل لهم انهم اكلوا لحوم اعدائهم، لمجرد الجوع، فكانت الجيوش تموت من الجوع والعطش، الا انها لم تأكل البشر، ففعلة الاوروبيين، لا تكشف فقط وحشيتهم بل ايضا احتقارهم للمسلم والتعامل معه كحيوان.

لم يسجل التاريخ، رغم كل حقد الحاقدين، على الفتوحات الاسلامية الكبرى، ولا حادثة واحدة عن أكل المسلمين للحوم البشر، بل ان المسلمين عندما دخلوا الاندلس تركوا اهلها احرارا ولم يجبروهم على اعتناق الإسلام، بينما بعد سقوط الاندلس بيد الاوروبيين، اقاموا محاكم تفتيش وطردوا المسلمين وارتكبوا الفظاعات واجبروا الناس على التخلي عن دينهم.

الفظاعات التي ارتكبها الاوروبيون ابان فترة استعمار البلدان الاسلامية وغير الاسلامية،واستعبادهم ملايين البشر في افريقيا، وابادتهم 20 مليون من سكنة امريكا الاصليين، لم تدخل التاريخ، بل هي فعل متواصل حتى اليوم، فالغرب “المتحضر”، مازال يمارس ذات الجريمة ولكن بشكل اكثر تحضرا، واليمن وسوريا والعرق ولبنان وافغانستان وفي جميع انحاء العالم، من اجل نهب ثروات الشعوب واستعبادها، وهي ذات اهداف الحرب الصليبية.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى