عالمي

أمريكا ترامب.. وحيدة ومنبوذة

المراقب لخطابات وتصريحات الرئيس الامريكي، حتى ازاء اخطر القضايا الداخلية والخارجية، في الفترة التي اعقبت فوزه بالانتخابات الرئاسية الامريكية، كان يتصور ان ترامب مازال يعيش اجواء الانتخابات ولم يتحرر منها، بسبب الطابع الاستعراضي والشعارات التي كان يطلقها، عن محاولاته لجعل “امريكا اولا” وانه “عبقري” و”سيقلب الامور في امريكا راسا على عقب” و..،  ولكن مع مرور الوقت تبين ان طبيعة الرجل هي هكذا “إستعراضية” و “سطحية” ولا يمتلك القدرة والامكانية العقلية للتوغل في عمق القضايا التي يواجهها.

العالم – كشكول

بعد اكثر من ثلاث سنوات من فترة رئاسية يتراجع دور امريكا على صعيد العلاقات الدولية الى اقل من دور حتى دولة اوروبية عادية، فاليوم وعلى وقع وباء كورونا الذي يهدد العالم، يتعهد زعماء العالم، استجابة لمبادرة اطلقتها منظمة الصحة العالمية، بتسريع الجهود لإنتاج أدوية ولقاحات وإجراء اختبارات لمرض كوفيد-19 ونشرها في مختلف أنحاء العالم، من دون مشاركة امريكا، التي مازال رئيسها غارقا في مرض جنون العظمة التي حولته الى مهرج.

في الوقت الذي كان يشارك فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا وعدد من زعماء العالم الى جانب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في مؤتمر عبر دوائر تلفزيونية للإعلان عن الخطة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها تعاون تاريخي لمحاربة الوباء، كان ترامب ووزير خارجيته بومبيو يهددان منظمة الصحة العالمية بأن يجعلا من قرار قطع التمويل لها بشكل دائم ويجترّان ذات الاهامات السياسة ضد الصين.

في الوقت الذي كان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس يعلن من المؤتمر ان العالم يواجه تهديدا مشتركا ولا يمكننا هزيمته إلا باتباع نهج مشترك، وفيما كانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تعلن إن الهدف من الجهود الحالية هو الوصول في مطلع مايو أيار إلى 7.5 مليار يورو (8.10 مليار دولار) لتعزيز جهود العمل في الوقاية والتشخيص والعلاج، كان ترامب يتبجح وبصورة استعراضية طفولية وانتقائية مقززة ، انه سيرسل أجهزة تنفس صناعي إلى “اصدقائه” رؤساء إندونيسيا والإكوادور وهندوراس والسلفادور لدعمهم في مكافحة وباء فيروس كورونا!.

بات واضحا لشعوب العالم اجمع ، بعد وباء كورونا الذي اصاب نحو 3 ملايين شخص وازهق ارواح اكثر من 200 الف انسان في فترة قياسية، ان الدولة التي تدعي زعامتها للعالم، او انها دولة عظمى، هي ليست تلك الدولة التي تمتلك صواريخ نووية عابرة للقارات واسلحة فتاكة وحاملات طائرات وبوارج حربية ودبابات وطائرات وملايين الجنود، بل هي تلك الدولة التي تساهم في التقليل من معاناة الشعوب وقت الازمات والكوارث كما هي حالها اليوم في موجهة كورونا، ففي الوقت الذي تنبذ الدول خلافاتها جانبا وتجند امكانياتها لمواجهة الخطر الداهم، نرى امريكا تقطع تمويلها لمنظمة الصحة العالمية وبذريعة موالاتها للصين، وتشدد عقوباتها الظالمة على الدول والشعوب الرافضة لهيمنتها ، وتمنع عنها المعدات الطبية، وتضغط على صندوق النقد الدولي لمنعه من منح قروض لهذه الدول لمكافحة وباء كورونا، فامريكا هذه ليست دولة عظمى ولا “زعيمة العالم الحر” بل هي “زعيمة عصابة” ودولة منبوذة ووحيدة .

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى