عربي

غليان قبل الانفجار.. هبات وصحوات شعبية تشتعل بوجه كيان الاحتلال

حالة من الغليان تسيطر على المشهد في الاراضي الفلسطينية رفضا لممارسات واجراءات الاحتلال الاسرائيلي بحق المقدسات والارض والانسان عبر مخططات استيطانية وتهويدية وصلت الى مراحل متقدمة قد تجر المنطقة الى تصعيد خطير.

العالم – يقال أن

شهد المسجد الابراهيمي في الخليل أمس الجمعة هبة فلسطينية في ظل محاولات الاحتلال تشويه معالمه الاسلامية وهو قد بدأها بمنع الاذان والتقسيم الزماني وصولا قبل ايام الى تركيب مصعد كهربائي يسهل اقتحامات المستوطنين.

وغصت ساحات المسجد الخليلي بالمصلين الذين لبوا النداء للذود عن الحرم الابراهيمي فلا الحواجز ولا العراقيل التي نصبها الاحتلال استطاعت وقف تدفقهم منذ ساعات الصباح وبالالاف الى قلب مدينة الخليل.

وبدى مشهد الفلسطينيين في باحات الحرم ومحيطه وكأنه ايذان ببدأ صحوة فلسطينية لانقاذ المسجد المبارك من الضياع والتهويد، فلم يرق لقوات الاحتلال المنظر المهيب فكمنت للمصلين اثناء مغادرتهم واعتدت عليهم بوابل من قنابل الغاز ما اسفر عن عشرات الاصابات.

لم يكن طريق أهالي الخليل لاداء صلاة الجمعة تلبيه لدعوات وزارة الاوقاف والشؤون الدينية التي قررت اغلاق جميع مساجد الخليل واقامة الصلاة في المسجد الابراهيمي، سهلا فالاحتلال عمل على نشر الحواجز العسكرية والمئات من الجنود الصهاينة المدججين بالسلاح، كذلك وسع من اجراءاته التعسفية، من منع وتفتيش وتضييقات لكن هذا لم يقف عائقا امام تدفق الاف الفلسطينيين الى المسجد الابراهيمي بالخليل، للدفاع عنه حيث وقف الاهالي بصدورهم العارية لحماية المسجد الشريف من التهويد ورفضا لاجراءات سلطات الاحتلال التي كان اخرها انشاء مصعد كهربائي لتقسيم الحرم وتعزيز الاستيلاء عليه لصالح المستوطنين.

أهالي الخليل عبروا من خلال هبتهم ووقوفهم صفا واحدا في وجه مخططات الاحتلال والمستوطنين عن حجم الكارثة التي ستلحق بالحرم الابراهيمي بعد وصول تلك المخططات إلى مراحل متقدمة من التنفيذ، راسمة مشهدا يدل على صحوة فلسطينية واضحة المعالم لوقف الاحتلال عند حده وانقاذ المسجد الإبراهيمي من الضياع والتهويد.

ما يجري في المسجد الإبراهيمي في الخليل من تغيير الاسم وبناء الجسر والمصعد الكهربائي ومنع الأذان واحتفالات توراتية هي محاولات متقدمة لطمس المعالم الإسلامية، وتنفيذ الرؤية الإسرائيلية، وإنهاء علاقة المسلمين بمحيط المسجد.

المواجهات المستمرة في مناطق الضفة الغربية..

من الخليل الى سهول الضفة الغربية المهددة بالمصادرة لصالح الاستيطان ملاحم يسطرها الاهالي فوق اراضيهم وباتت تقض مضاجع المحتلين ليل نهار، بمسيرات وفعاليات مناهضة للاستيطان في أرجاء متفرقة من الضفة.

ففي نابلس، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال أصيب خلالها خمسة مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، خلال المسيرة المنددة بإقامة بؤرة استيطانية على أراضي قرية بيت دجن شرق نابلس. وتشهد قرية بيت دجن مواجهات مع قوات الاحتلال في الأراضي المهددة بالاستيلاء عليها، منذ عدة أشهر، إلى جانب فعاليات الإرباك الليلي اليومية.

وفي “بيتا” ايضا اندلعت الجمعة مواجهات بين ثوار بيتا وقوات الاحتلال في أكثر من موقع بمحيط جبل صبيح جنوب نابلس. وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز بكثافة والرصاص المعدني تجاه الشبان الذين أشعلوا الاطارات المطاطية في محيط بؤرة “أفيتار” الاستيطانية. ومنذ ما يزيد عن 100 يوم يواصل ثوار بلدة بيتا وحراس الجبل فعاليات الإرباك، ولسان حالهم لا نغادره حتى يتحقق النصر، وتطأ أقدامنا القمة وفاء للشهداء والجرحى والأسرى.

وأرسى حراس الجبل ونشطاء بلدة بيتا معادلة جديدة خلال الثلاث أشهر التي انقضت عبر فعاليات الإرباك التي استلهموها من قطاع غزة وطوروها وأضافوا إليها بشكل أصبح أكثر فعالية ضد الاحتلال والمستوطنين الذين اتخذوا من قمة جبل صبيح موقعا لإقامة البؤرة الاستيطانية “افيتار”.

فصائل غزة تحضر لـ”يوم غضب” شرق القطاع..

كشفت مصادر خاصة في القوى والفصائل الفلسطينية في القطاع، في تصريح خاص ومقتضب لـ”عربي21″، أنه “يجري العمل على تنظيم يوم غضب شعبي قريبا، على امتداد ميادين مخيمات العودة شرق قطاع غزة”.

وأضافت المصادر المطلعة: “ذاهبون إلى التصعيد مع الاحتلال الإسرائيلي”، متوقعة أن “يتم تنظيم هذا اليوم بتاريخ 21 آب/أغسطس الجاري، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى حرق المسجد الأقصى المبارك”.

المقاومة الفلسطينية اكدت سابقا أن استمرار مماطلة الاحتلال الإسرائيلي وتنصله من الالتزامات المتعلقة بإنهاء الحصار، هو بمثابة استمرار للعدوان قد يدفع إلى تصعيد واسع، مشددة أن “المقاومة تدرس العودة المتدرجة لوسائل التصعيد الشعبي وأدواته الخشنة”، منوهة إلى أن “هناك استياء لدى المقاومة من طريقة التعاطي مع مطالبها والالتفاف على نتائج معركة سيف القدس”.

اذا.. نحن أمام صحوات وهبات شعبية فلسطينية لوقف الاحتلال الصهيوني عند حده، فالاعتداءات الاسرائيلية في الخليل يمكن ان تجر الى تصعيد كبير يتكامل مع المواجهات المستمرة في بقية مناطق الضفة الغربية وتحضيرات الفصائل والقوى الفلسطينية لـ”يوم غضب” شعبي كبير على طول السلك الفاصل بين قطاع غزة المحاصر والأراضي المحتلة قد تجر المنطقة الى تصعيد خطير.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى