عربي

تسارع الأحداث في لبنان تشويش على الحكومة أم تسهيل لولادتها

تتداخل الملفات السياسية والإقتصادية في لبنان وتتسارع الأحداث بشكل كبير، بينما المسار الحكومي لا يزال بطيئاً، والتفاوض حولها لم يصل الى نهايات سعيدة، ولو أن المقربين من رئاسة الجمهورية لا يزالون مصرين على أن الحكومة ستولد قبل نهاية الشهر الجاري.

العالم لبنان

تُشير مصادر مقربة من بعبدا إلى أن الإيجابيّة الحكومية كان لافتة في اللقاءات الأخيرة بين رئيس الجمهورية ميشال عون​، ورئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي​، كاشفة أن التوزيع الطائفي للحقائب انتهى، وهناك انفتاح كبير على اختيار الأسماء، إذ أن أي طرف لم يبد تعنته بشأن الأسماء حتى اللحظة، وهو أمر خلق راحة خلال التفاوض الذي اقترب من النهاية.

ويقول الكاتب السياسي محمد علوش هناك بعض النقاط حول توزيع الحقائب على الكتل النيابية لا تزال عالقة، ولكن إمكانية حلّها سهلة، فالعقبات الصعبة قد حُلّت.

وهناك من يتحدث عن اتصالات تجعل المسوّدة الحكومية “عرضاً رسمياً” مطلع الأسبوع المقبل، لكن المصادر تعتبر أن هناك من يريد التشويش على الإيجابيّات، واضعة قرار المصرف المركزي المفاجئ في هذا الإطار، معتبرة أن حاكم المصرف رياض سلامةأراد تفجير الاوضاع ودفع ميقاتي للإعتذار، وإدخال لبنان في الفوضى، وهي الخطّة التي بدأت منذ أسبوعين تقريباً.

وتضيف: “لا يمكن فصل الأحداث عن بعضها البعض، وما يجري من أحداث أمنيّة بدأت في خلدة، وانتقلت الى شويّا، لا ينفصل عن قرار رياض سلامة الذي أراد له أن يكون شعلة تفجير”، مشددة على أن الحرب الأمنيّة والحرب الإقتصاديّة متصلتان، وقرار المصرف المركزي هو خطوة في هذه الحرب.

بالمقابل هناك من يرى أنّ ما يجري ربما يكون من مؤشّرات تشكيل الحكومة​، ولكن ضمن شروط معيّنة، إذ ترى مصادر سياسية أنّ التعويل على تحرك 4 آب لم يأتِ بنتيجة، والتعويل على الفوضى الأمنيّة لم يأتِ بنتيجة وبالتالي أصبح اللعب على المكشوف لفرض شروط حكوميّة معيّنة عندما بات الوصول الى حكومة أمراً ممكناً.

وتضيف المصادر من شروط صندوق النقدإزالة الدعمبشكل كامل، وهناك العشرات من شروطه طُبّقت ولو بشكل غير رسمي، وهي كانت ضرورية للتفاوض مع أي حكومة، والملفّ الحكومي يتقدّم، لذلك قد يكون الضغط الإضافي مطلوباً لتمرير الولادة وجعل الأطراف المعنيين يتنازلون عن بعض الشروط المتبادلة“.

بعيداً عن الملف الحكومي، ترى مصادر مطّلعة أن فشل تشكيل الحكومة قد يفتح الباب على مرحلة اغتيالات جديدة في لبنان، مشيرة إلى أنّ هذه الاجواء او التحذيرات نقلتها جهات استخباراتيّة دوليّة، مشدّدة على أن الأجهزة الأمنيّة المعنيّة تتعاطى مع التحذيرات بشكل جدّي.إذاً، تتداخل الأحداث، وتتفاوت القراءات لها، بين من يجد ما يجري مريباً، وبين من يعتبره بوادر تشكيل الحكومة، ولكن بالنتيجة فإنّ المواطن اللبناني يدفع الثمن دائماً، وهو بات يتحمل ما لا قدرة لإنسان على تحمّله، ومن هنا نرى الجرائم تنتشر على المساحة اللبنانية.

مراسل العالم

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى