عربي

السعودية.. الحاضر الغائب في الخلاف الحدودي بين قطر والبحرين

إستمر التنافس بين قطر والبحرين لعقود طويلة حول الحدود البحرية الفاصلة بينهما، قبل أن يرضيا بحكم محكمة العدل الدولية في العام 2001، والذي قضى بسيادة البحرين على جزر حوار ومنطقة جرادة، وسيادة قطر على جزر الزبارة وجنان وفشت الديبل، ولكن هذا الرضا بقي متأرجحا، يزيد ويقل وفقا للظروف التي تتلاعب بها العوامل السياسية، وفي مقدمتها تدخل “الشقيقة الكبرى” السعودية، والتي عادة ما تستغل الازمات بين شقيقاتها الصغيرات لصالحها.

العالم – يقال أن

هذه المرة ايضا، تجدد الجدل حول النزاع الحدودي بين البحرين وقطر، بعد ان اطلق مغردون قطريون، من بينهم أفراد من أسرة آل ثاني الحاكمة، هاشتاج حمل وسم “#حوار _قطرية”، مطالبين بنزع سيادة البحرين عنها، وإخضاعها لسيطرة بلادهم.

وردا على الحملة القطرية، قال وزير خارجية البحرين السابق ومستشار الملك، خالد بن أحمد آل خليفة:”ان جزر حوار بحرينية وجزر الزبارة هي لأهل البحرين وفيها حقوق لن تضيع.. لدينا 83 وثيقة مزورة تدعي ما تريد أن تدعي، ولكن حكمت المحكمة الدولية بأن حوار بحرينية، فيما بقيت جزر الزبارة، إن أهلها بحرينيون شاء المدعون أو أبوا و إن حقوقهم لن تضيع مهما طال الزمن”.

يرى المراقبون ان تصاعد حدة الخلافات بين البحرين وقطر مؤخراً، رغم انتهاء الأزمة الخليجية في قمة “العلا” في السعودية، التي رعتها سلطنة عمان والكويت برعاية أمريكية، و وضعت حدا لخلاف استمر نحو 4 سنوات بين السعودية والامارات والبحرين ومصر من جانب وقطر من جانب اخر، الا ان التوترات عادت مجددا الى الواجهة، لاسيما بين البحريين وقطر.

البعض يرى ان الخلافات باتت محصورة بين قطر والبحرين، لعدة أسباب أبرزها ملف مدينة “الزبارة”، والتي أعاد الإعلام البحريني نشر بعض الوثائقيات، وكذلك بعض المقالات التي تزعم سيادة حكام آل خليفة على مدينة الزبارة.

هناك من يرى ايضا، ان الخلافات ليست محصورة بقطر والبحرين، فهناك خلافات اقل حدة بين قطر والامارات ، تعود لاسباب سياسية، خاصة من موقف كل بلد من الاخوان المسلمين، وهو ما جعل المفاوضات بين الجانبين تتعثر، والتي كانت آخرها في الكويت.

المشاورات التي يمكن وصفها بالايجابية، هي تلك التي جرت بين السعودية وقطر، وهي مشاورات مستمرة وعلى مستويات عليا، في حين تسير مع مصر بوتيرة أقل من السعودية.

هناك فريق من الباحثين، يعتقدون ان البحرين والامارات، تشعران ان السعودية طعنتهما من الخلف، عندما ضغطت عليهما من اجل وضع حد للعداء مع قطر، بعد فشل مخطط محاصرتها وخنقها اقتصاديا، لذلك تحاولان افساد الامر على السعودية والضغط عليها من اجل اعادة الامور الى المربع الاول.

فريق آخر يرى عكس ذلك تماما، فهو يعتقد ان النظام الخليفي، لا يملك ارادة التمرد على السعودية، فالنظام الخليفي مجرد اداة تستخدمها السعودية في صراعاتها مع جيرانها، دون اي مراعاة لمصالح الشعب البحريني، لذلك فهم يعتقدون ان السعودية هي وراء تصعيد النظام الخليفي مع قطر، لعدة اسباب، منها الحفاظ على دور “الشقيقة الكبرى” التي تعمل على حل مشاكل شقيقاتها، بعد ان اساء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بسبب سياساته الطائشة، كثيرا الى هذا الدور، وكذلك للحصول على تنازلات من قطر في عدد من الملفات، منها قناة “الجزيرة”، والتحالف مع تركيا، والتقارب مع ايران. لذلك يبقى الدور السعودي بارزا فيما يجري، فهو دور الحاضر الغائب، رغم انه ليس من مصلحة أي من المتنافسين ان يشير اليه.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى