عربي

الخطيب: حرب اعداء داخليين أخطر من الحروب الخارجية

أكد  نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب أن حرب أعداء داخليين أخطر من الحروب التي تشن على المجتمعات العربية والاسلامية من الخارج، بل هي حرب خارجية بأدوات داخلية، ونحن اذ نحذر من خطورة هذه الحرب.

العالم_لبنان

ورأي في رسالة الجمعة اننا ندعو جميع القوى الفاعلة والاجهزة المسؤولة إلى التنبه إلى ذلك ووجوب القيام بما يلزم لتصويب المسار والخروج من حالة اللامبالاة وعدم المسؤولية، وإذا كان قد اتسع الخرق على الراقع، وأفلت زمام الامر من يد المسؤولين، فإن قوى المجتمع مسؤولة على قدر طاقتها للتصدي لهذا الواقع، والقيام بنفس الوسائل بعملية التوعية والتوجيه بما يحفظ أخلاق وقيم أجيالنا الطالعة حتى لا نصل لا سمح الله إلى ما وصل اليه العالم الغربي من تفكك أسري وتحلل أخلاقي.

وقال: “لقد حدثنا ربنا سبحانه بما قصه علينا من حالات الأمم السابقة في كتابه الكريم بأن عاقبة الفساد وترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هي الدمار، قال تعالى: وإذا أردنا أن نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا”. لقد أمرهم بالصلاح والعدل فعصوا أمره وافسدوا فكان عاقبتهم أن دمرهم الله تعالى. ان الفساد الاخلاقي هو أساس كل فساد بما في ذلك الظلم.

وأكد أن نتيجة الفساد الاخلاقي كانت واضحة في لبنان، حيث أدى إلى الانهيار المالي والاقتصادي والازمات المعيشية وإلى إفقار اللبنانيين حيث سرقت أموالهم وودائعهم وأصبحوا كالأيتام على مائدة اللئام، يقفون على أبواب البنوك عاجزين عن استرداد أموالهم، ومع كل ذلك ما زال المتورطون في هذا الفساد محميين من طوائفهم يقفون خلفها ويضعونها ترسا لهم بدل أن يكونوا وراء القضبان بانتظار محاكمتهم“.

وطالب الشيخ الخطيب الحكومة باتخاذ إجراءات حازمة تلجم الانهيار النقدي الذي يستبيح لقمة المواطن ويطلق العنان للمحتكرين والمستغلين من أصحاب الثروات المشبوهة، الذين كدسوا الأموال على حساب إفقار الناس ونهب مدخراتهم، فلا يجوز أن يقف المسؤولون في موقع المتفرج على مشهد تدهور العملة الوطنية، وكأن الامر لا يعنيهم، فالجميع معنيون ومطالبون بالتعاون مع الحكومة التي نطالبها بتسمية الأمور بأسمائها، فالفاسد والمرتشي والمحتكر والناهب للمال العام والمنتهك للقوانين والمعتدي على الحق العام، كلهم مسؤولون عما وصلنا إليه و يجب أن يحاسبوا، ويجب العمل بشفافية وجرأة لاسترداد المال المنهوب الذي أسهم بشكل مباشر في وصول البلد إلى ما وصلت اليه من ترد اجتماعي وضائقة اقتصادية ومعيشية فاقم فايروس الكورونا من حدتها.

وشدد على أن إقرار الخطة الاقتصادية الاصلاحية أصبح اكثر من ضرورة وطنية لإنقاذ لبنان، ويجب أن تراعي التدهور الحاصل في القطاعات الإنتاجية والاف العاطلين عن العمل وتفشي الفقر الذي يرتب آثارا اجتماعية سيئة، فالمطلوب نهجا شفافا وحازما في إدارة الازمة المالية والاقتصادية بما يخرج لبنان من النفق المظلم الذي أدخلتنا فيه سياسة إغراق الوطن في الديون وتشجيع الربى واستسهال الربح السريع من خلال التلزيمات والصفقات المشبوهة وقروض المحسوبيات والمحظيين في السلطة.

وقال: نحن إذ نقدر جهود الحكومة التي تعمل بكل إمكانياتها وبأقصى قدراتها للحد من انتشار الفيروس، ونشيد بكل إجراءاتها المتخذة، فإننا نطالبها بشدة أن تعزز حالة التعبئة العامة وتمنع التجمعات والاكتظاظ باتخاذ إجراءات رادعة، فما نشاهده من تفلت في ضوابط التباعد الاجتماعي ينذر بعواقب وخيمة بعد أن استبشرنا بنجاعة الإجراءات المتخذة وجدواها، وعلى الحكومة الإسراع بإيصال المساعدات إلى مستحقيها في كل المناطق دون استثناء. ونطالب الجميع بالتعاون مع الحكومة في ما تتخذه من إجراءات صحية واجتماعية، ونشدد على المواطنين عدم الخروج من بيوتهم الا للضرورة القصوى.

ودعا اللبنانيين إلى اجتياز الأزمات بالصبر والعمل الجاد والصادق لإنقاذ البلد من الازمات الحالية والقادمة، فالوطن يعيش ظروفا صعبة تستدعي من الجميع التكافل والتضامن الوطني والاجتماعي وتجسيد المفاهيم والقيم والاجتماعي وتجسيد المفاهيم والقيم الرمضانية سلوكا ونهجا في حياتنا الوطنية.

العالم_لبنان

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى